لا صفقة مؤكدة لبيع "تيك توك" بعد.. فهل سيُحظر التطبيق في أميركا حقًا؟

يواجه تطبيق تيك توك الشهير لمشاركة مقاطع الفيديو إمكانية الحظر في الولايات المتحدة إذا لم توافق شركته الأم الصينية بايت دانس على صفقة بحلول 5 أبريل الجاري.

وفي يناير، توقف التطبيق عن العمل لأقل من يوم قبل أن يوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يُؤجل تطبيق قانون يُلزم شركة بايت دانس ببيع أعمال "تيك توك" في الولايات المتحدة وإلا سيُحظر في البلاد، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي بشأن روابط المنصة بالصين.

ومع اقتراب هذا الموعد النهائي بحلول غدًا السبت، هذه بعض الأسئلة الرئيسية حول "تيك توك" ومستقبله، بحسب تقرير لصحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، اطلعت عليه "العربية Business".

- لماذا يواجه تيك توك الحظر في أميركا؟

يخشى المسؤولون الأميركيون من أن الحكومة الصينية قد تصل إلى بيانات المستخدمين التي يجمعها "تيك توك" عن مستخدميه الأميركيين لأغراض استخباراتية، أو تستخدم التطبيق في حملات تأثير.

ونفت بكين ذلك، ولطالما أكدت شركة تيك توك أنها لن تُشارك بيانات المستخدمين مع الحكومة الصينية.

لكن في العام الماضي، وقع الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قانونًا يُلزم شركة بايت دانس ببيع عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة، وإلا سيتم حظره.

طعنت شركة بايت دانس على القانون أمام المحكمة دون جدوى، وأعلنت سابقًا أنها ستقاوم أي عملية بيع، وسمحت بمرور الموعد النهائي الأولي في يناير من هذا العام.

في ذلك الوقت، توقف التطبيق عن العمل لمدة تقل عن يوم، حيث تزامن الموعد النهائي مع انتقال الرئاسة الأميركية من بايدن إلى ترامب. وبمجرد توليه منصبه، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا يمنح "تيك توك" تمديدًا حتى 5 أبريل للعثور على مشترٍ.

- كيف ستنجح أي صفقة لبيع تيك توك؟

يبقى هذا أحد الأسئلة الرئيسية، ولا يزال من غير الواضح كيف سيتم هيكلة أي عملية بيع.

أشار الخبراء إلى أنه إذا انتهى الأمر بفصل عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة عن بقية أعمال التطبيق، وبالتالي عن خوارزميته الرئيسية، فسيؤدي ذلك إلى تغيير كبير في التطبيق بالنسبة لـ 170 مليون أميركي يُقدر أنهم يستخدمون التطبيق.

وقالت كيلسي تشيكرينغ، خبيرة الصناعة والمحللة الرئيسية في شركة فورستر لأبحاث السوق والاستشارات: "تيك توك بدون خوارزميته أشبه بهاري بوتر بدون عصاه السحرية - إنه ببساطة ليس بالقوة نفسها".

ومن المستبعد للغاية أن تكون شركة بايت دانس مستعدة للتخلي عن خوارزميتها كجزء من صفقة بيع عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة.

لكن وردت تقارير تفيد بأن الحكومة الأميركية ستكون منفتحة على صفقة تضمن احتفاظ "بايت دانس" بملكية الخوارزمية، ثم تأجيرها للمالكين الجدد لعمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة.

- في حال عدم التوصل إلى اتفاق، هل سيتم حظر تيك توك؟

في حال عدم التوصل إلى اتفاق، قد يواجه "تيك توك" الحظر ويُسحب من متاجر التطبيقات، كما حدث لفترة وجيزة في يناير، عندما لم ترغب شركتا "أبل" و"غوغل" في انتهاك القانون باستضافته على متجري التطبيقات التابعين للشركتين.

ولم يُلغِ الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترامب، والذي منح "تيك توك" تمديدًا لمهلة العثور على مشتر، الحظر، الذي أقره الكونغرس ثم أيدته المحكمة العليا الأميركية.

لذا، لا يزال احتمال الحظر قائمًا. لكن مع ذلك، صرح الرئيس ترامب بأنه "سيصدر على الأرجح" تمديدًا آخر، إذا لزم الأمر.

ويمكن للرئيس أيضًا السماح للقانون بالبقاء، ولكن مع مطالبة وزارة العدل الأميركية بعدم تطبيقه، وطمأنة متاجر التطبيقات بأنها لن تُعاقب على السماح به في متاجرها.

وقال خبراء إنهم يعتقدون أنه من غير المرجح أن يتوقف تطبيق "تيك توك" عن العمل مجددًا، وأن البيع أو التمديد هما النتيجة الأرجح.

وفي الأيام الأخيرة، أعرب مسؤولون أميركيون، بما في ذلك الرئيس ترامب نفسه، عن اعتقادهم بأنه سيتم التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي. ويوم الخميس، أشار الرئيس إلى أنه قد يعرض على الصين بعض الإعفاءات من الرسوم الجمركية الأميركية مقابل المساعدة في إتمام أي اتفاق.

من قد يشتري تيك توك الآن؟

أشارت التقارير إلى أن السيناريو الأكثر ترجيحًا للاستحواذ هو قيام المستثمرين الحاليين غير الصينيين في "تيك توك" بزيادة حصصهم بالكامل للسيطرة على عمليات التطبيق في الولايات المتحدة.

لكن، ظهر عدد من المشترين المحتملين الآخرين في الأسابيع التي تلت منح تمديد لمهلة العثور على مشتر. وسبق أن صرح الرئيس ترامب بأن شركة مايكروسوفت تجري محادثات لشراء التطبيق، وأنه مستعد أيضًا لبيعه إلى لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة أوراكل، أو مالك منصة إكس وحليف ترامب المقرب إيلون ماسك، على الرغم من أن الأخير قال إنه غير مهتم.

وأعلن الملياردير فرانك ماكورت سابقًا عن اهتمامه بشراء عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة، وكذلك فعل أشهر يوتيوبر في العالم، جيمي دونالدسون، المعروف باسم مستر بيست. كما ارتبط اسم تيم ستوكلي، المؤسس البريطاني لمنصة "OnlyFans"، بعرض شراء.

إضافة إلى هذا، كان هناك أنباء مؤخرًا عن أن شركة أمازون قدمت عرضًا لشراء عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة.