آخر الأخبار

جواو فيلكس.. طالب ذكي "رسب" في اختبارات كرة القدم

شارك
جواو فيلكس وعائلته في إجازة بالسعودية في وقت سابق

تقترب عقارب الساعة من السابعة مساء، تقود كارلا مدرسة التربية البدنية سيارتها باتجاه قرية فيسيو الصغيرة شمال البرتغال وابنها الصغير جواو فيلكس يحل واجباته المدرسية في المقعد الخلفي بعدما أنهى تدريباته في فئات بورتو السنية، لكن اللاعب النحيل والمتفوق دراسياً "رسب" في أغلب اختباراته الرياضية خارج البرتغال وذلك قبل اختباره الأول خارج أوروبا مع النصر السعودي.

ولد جواو، ابن المهاجرين البرازيليين، لكارلوس المعلم في مدرسة ثانوية، وكارلا واللذان كانا يتناوبان على قيادة السيارة يومياً من فيسيو إلى بورتو لمساعدة ابنهما في تحقيق أحلامه بكرة القدم، مع التركيز على تحصيله العلمي.

يقول جواو عن ذلك: شجعاني والدي دائمًا على تقدير التعليم والتركيز على أن أكون شخصًا جيدًا وليس فقط لاعب كرة قدم جيد، كرة القدم جزء مني، لكنها لا تحددني

ترك جواو منزله وانتقل للعيش في بورتو، وهنا كانت لحظة الحقيقة، إذ يقول اللاعب البرتغالي: كان الامر صعباً للغاية، لا عائلة، لا أصدقاء، لا أعياد ميلاد، لكن بالنهاية الوصول إلى القمة يحتاج إلى التضحيات.

في يومه الأول بمقر سكن لاعبي بورتو بالقرب من ملعب "دراغاو" الشهير سكن جواو مع 25 لاعباً في غرفة واحدة، يتذكر ويقول: كنت أشعر بالحماسة قبل دخول السكن، لكن في الليل اتصلت على والدي باكياً أطلب منه القدوم وإعادتي إلى المنزل، كنت طفلاً بعمر 12 عاماً، لكن والداي كانا يراقباني من بعيد وتركاني أعتمد على نفسي وانتقلت بسبب ذلك من كوني طفلاً إلى رجل بسرعة.

يفرض كارلوس وكارلا الانضباط في منزلهما على الطفلين جواو وهوغو، التزامهما انتقل إلى ابنيهما، إذ كانا يعملان في ذات المدرسة ولم يتغيبا عن أية حصة حتى انتقلت الأم إلى مدريد في وقت لاحق للبقاء بجانب طفلها الذي أصبح في عام 2019 ثالث أغلى صفقة انتقال في تاريخ كرة القدم العالمية.

لم يستمر جواو طويلاً في بنفيكا حتى انتقل إلى أتلتيكو مدريد مقابل 125 مليون يورو، جعلته أغلى لاعب برتغالي في التاريخ حتى اللحظة، لكن وكما يقال يمكنك أخذ الفتى من القرية، لكن لا يمكنك أخذ القرية من داخل الفتى.

عاش جواو حياة صعبة في مدريد، ضغوطات كبيرة، الحديث عن المال الذي دفع من أجله، وعن ذلك يقول: مدريد جميلة تشبه لشبونة، لكنها أكبر بخمس مرات ربما، صحيح أنها تفتقر إلى وجود بحر. أما بالنسبة للمال فهو ليس شأني، هذا أمر يحدده السوق.

عاش جواو في مدريد رفقة والدته، لم يستطع ابن القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها 90 ألفا أن يألف العيش بمفرده في عاصمة إسبانيا، ولهذا قررت كارلا أن تترك مهنتها التي أحبتها منذ زمن طويل لتكون بجانبه.

كان يخرج جواو بشكل دائم إلى المطاعم والمقاهي في العاصمة الإسبانية رفقة والدته، أصبح وجهاً مألوفاً في "غران فيا" و"كايي مايور" وبعدما ذاق طعم الشهرة ضربت جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" العالم وبقي الناس في منازلهم وعندما عادوا إلى الشوارع أصبح جواو يعرف طعم الخصوصية أكثر من ذي قبل، إذ قال: الآن لا يتعرف علي الناس كثيراً بسبب الكمامة.

تعلق جواو خلال فترة الحجر المنزلي بألعاب الفيديو، أصبحت لعبة "فيفا" (إي أي سبورت) لاحقاً صديقته على الدوام، عندما يهرب من مشاكل الملعب يتجه إلى ألعاب الفيديو التي يعتبرها مرجعاً في حياته، حتى أنه قال بعدما لاقى كريستيانو رونالدو لأول مرة "كأنني ألعب فيفا".

لا ترى كارلا الأخطاء التي يرتكبها ابنها داخل الملعب، بل تعتبر كل ما يفعله صحيحاً، ربما ذلك بدافع عاطفة الأمومة، لكن كارلوس رجل قاسِ حينما يتعلق الأمر بكرة القدم، وعن ذلك قال فيلكس: عندما ألعب مباراة سيئة أجد والدي أمامي، ينتقدني ويوجهني، أما أمي فكل ما أفعله هو جيد، لكن أبي يضغط علي بقوة حتى أتطور وأصبح أفضل.

نجاح فيلكس في الدراسة لم ينعكس عليه بشكل فعلي في كرة القدم، فبعد مشاكله مع أتلتيكو مدريد لم يستطع التأقلم مع تشيلسي وحياة لندن، عاد إلى إسبانيا ليلعب مع برشلونة موسماً واحداً لم يتم تمديده، ثم انتقل إلى تشيلسي بحثاً عن إثبات ذاته مجدداً لكنه فشل، وذهب إلى ميلان الموسم الماضي ولم يتغير الحال.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا