توصل باحثون إلى أن حوالي 39 بالمئة من الوفيات السنوية في المناطق الاستوائية المرتبطة بالطقس الحار جدا وموجات الحر تعود إلى إزالة الغابات في أمريكا الجنوبية وإفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وأشار المكتب الإعلامي لجامعة ليدز البريطانية إلى أن الباحثة كارلي ريدينغتون أكدت أن إزالة الغابات لا تمثل مشكلة بيئية فحسب، بل تشكل تهديدا كبيرا للصحة العامة أيضا. وحماية الغابات الاستوائية والاحتفاظ بها يساهم في خفض درجات الحرارة في المناطق السكنية المجاورة، ما يقلل من خطر موجات الحر المهددة للحياة.
وأظهرت دراسة شاملة لتغير مساحة الغابات ودرجات الحرارة في المناطق الاستوائية الواقعة بين دائرتي عرض 25 درجة شمالا و25 درجة جنوبا، أن إزالة الغابات على نطاق واسع في بعض هذه المناطق، مثل بيراو في جزيرة كاليمانتان الإندونيسية، أدت إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة في المناطق المأهولة بالسكان بمقدار 0.86 درجة مئوية خلال العقدين الماضيين.
وقد دفعت هذه النتائج العلماء إلى دراسة تأثير إزالة الغابات على درجات الحرارة في المناطق الاستوائية في خمس قارات. وأظهرت الدراسة أن إزالة الغابات الاستوائية أثرت سلبا على نظام درجات الحرارة في مناطق واسعة من الأمريكيتين، أوراسيا، وإفريقيا، التي يقطنها 345 مليون شخص، حيث ارتفع متوسط درجات الحرارة في مناطقها الاستوائية بمقدار 0.27 درجة مئوية، ما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد الوفيات المرتبطة بالطقس الحار.
ويقدّر الباحثون الآن أن مؤشر الوفيات ارتفع بمقدار 28,000 حالة، أي حوالي 39% من إجمالي الوفيات المرتبطة بالحر الشديد وموجات الحر في المناطق الاستوائية. وكان لإزالة الغابات الاستوائية تأثير سلبي خاص على الوفيات في جنوب شرق آسيا، حيث ارتفع المؤشر بنسبة 43%، ويعزو العلماء ذلك إلى الكثافة السكانية العالية ونسبة كبار السن الكبيرة.
ويذكر أن أكثر الدول تضررا كانت إندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والبرازيل، حيث أثرت إزالة الغابات على حياة ما بين 21 و49 مليون شخص. وفي الوقت نفسه، تضاعفت الوفيات المرتبطة بموجات الحر في بعض الدول الإفريقية، مثل تنزانيا. ويأمل العلماء أن يسهم فهم هذه الظاهرة في وضع سياسات تهدف إلى مكافحة إزالة الغابات وتقليل عواقبها البيئية والصحية.
المصدر: تاس