تمكن مهندس صيني شاب من تحقيق تقدم كبير في فهم واحدة من أكثر النظريات الرياضية غموضا في العالم، والتي وصفها كبار الرياضيين بأنها "شفرات فضائية" يصعب فكها.
ولأكثر من عقد من الزمان، ظلت نظرية "تيتشمولر بين الأكوان" ( Inter-universal Teichmüller Theory، اختصارا IUT) لغزا يحير عقول الرياضيين حول العالم.
وبدأت القصة بدأت عندما طرح العالم الياباني شينيتشي موتشيزوكي هذه النظرية المعقدة عام 2012 كحل محتمل لمسألة رياضية شهيرة تسمى "حدسية ABC"، والمعروفة أيضا باسم حدسية أوسترلي-ماسر (إحدى أعقد المسائل في نظرية الأعداد). وتأتي نظرية "تيتشمولر بين الأكوان" في 2000 صفحة من الرموز والمفاهيم الجديدة، وكانت معقدة لدرجة أن عددا قليلا جدا من الخبراء استطاعوا فهمها، حيث لم يتجاوز عددهم 20 خبيرا حول العالم. ما دفعهم إلى وصفها بأنها "لغة فضائية".
لكن المفاجأة جاءت من شاب صيني يبلغ من العمر 28 عاما، وهو المهندس السابق في شركة "هواوي"، تشو جونغبنغ، الذي قد يكون مفتاحا لفك طلاسم هذه النظرية التي قد تغير وجه الرياضيات والعلوم.
ورغم عمله لساعات طويلة تصل إلى 14 ساعة يوميا، واصل تشو دراسة النظرية ليلا وفي عطلات نهاية الأسبوع.
وبعد خمسة أشهر من البحث المضني، تمكن تشو من كتابة بحث علمي قدم فيه تفسيرات جديدة للنظرية، ما أثار إعجاب الخبراء. ودعاه البروفيسور إيفان فيسينكو، أحد أبرز المتخصصين في النظرية، للانضمام إلى فريقه البحثي في جامعة ويستليك، حيث استقال تشو من وظيفته ليتفرغ للبحث العلمي.
والأكثر إثارة أن تشو استخدم هذه النظرية لحل أجزاء كبيرة من "مبرهنة فيرما المعممة"، وهي مسألة رياضية ظلت دون حل لمدة 350 عاما.
وما يجعل إنجاز تشو مذهلا هو أنه قد يتمكن من تقديم حل للمبرهنة في صفحة واحدة فقط، بينما استغرق الحل السابق 130 صفحة معقدة.
ورغم أن العمل لم يكتمل بعد، إلا أن آثاره قد تمتد إلى مجالات مثل التشفير وعلوم الكمبيوتر والفيزياء النظرية، وفقا للخبراء
ورغم ذلك، يظل تشو متواضعا، مؤكدا أن عمله ما هو إلا إضافة صغيرة لأبحاث العلماء الذين سبقوه.
المصدر: Interesting Engineering