آخر الأخبار

نهائيات كأس إفريقيا للأمم تحول الرباط إلى عاصمة لجماهير "القارة السمراء"

شارك

تعيش مدينة الرباط المغربية، منذ أسبوع، حركيةً غير معتادة على خلفية استضافتها نهائيات كأس إفريقيا للأمم “المغرب 2025″، إلى جانب طنجة وفاس والدار البيضاء ومراكش وأكادير؛ ما جعل إيقاعها العام يتكيّف مع خصوصيات هذا “العرس القاري” الذي بلغ دورته الخامسة والثلاثين.

وحاولت العاصمة الإدارية للمملكة استغلال هذه المناسبة لإبراز التهيئة الحضرية واللوجستية التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة، سواء تعلّق الأمر بالمواصلات العامة أو دُور الضيافة والإيواء، أو حتى المتنفسات الخضراء ومراكز التسوق والترفيه.

وخلال دور المجموعات فقط من هذه المنافسة تستضيف الرباط عبر ملاعبها الأربعة الحديثة حوالي 12 مباراة، متفوقة بذلك على مختلف المدن، مقابل تأمينها الإقامة لثمانية منتخبات؛ ما يجعلها المقصد الرئيسي لجماهير وزوار “الكان”، مستفيدةً أيضا من ارتباطها بشبكة متنوعة من المواصلات بمدينتي طنجة والدار البيضاء وباقي المدن الكبرى.

وإثر استضافتها هذه المسابقة الكروية تحوّلت فضاءات المدينة إلى مناطقَ للقاء بين مختلف الجماهير الإفريقية، إذ ازدادت الحركية بباب الحد وباب شالة، إلى جانب شارع محمد الخامس، في حين بات شارع النصر محجًّا ثقافيا يُروَّج فيه للثقافة المغربية، بينما غدت ساحة “أولم السويسي” منطقة مخصصة للمشجعين (Fan Zone).

وفي هذا الصدد فرضت فعاليات الكأس القارية إيقاعها على العاصمة المغربية التي يغلب عليها الطابع الإداري والروتيني، إذ باتت تتلوّن بمختلف الألوان الإفريقية؛ وهو الإيقاع الذي حاولت كذلك وسائل النقل العمومي مجاراته عبر رفع مردوديتها اليومية استجابةً للضغط الكبير من قبل المشجعين، وفق ما رصدته هسبريس عبر جولة ميدانية لها.

من زاوية الأثر الميداني أوضحت المعطيات المتوصل بها من قبل المجلس الجهوي للسياحة بجهة الرباط ـ سلا ـ القنيطرة أن “المدينة عرفت دينامية استثنائية انعكست بشكل واضح على الحركة الفندقية والسياحية، ليس فقط بحكم احتضان المباريات وإقامة عدد من المنتخبات، وإنما أيضا بفضل البرمجة التنشيطية الموازية التي تشهدها”.

وأكد رئيس المجلس، مهدي حميدة بنشقرون، في تصريح لهسبريس، أن “المؤسسات الفندقية سجّلت ارتفاعا ملحوظا في نسب الملء مقارنةً بالفترات العادية، مع تحسّن في معدل الإقامة نتيجة الإقبال على الخدمات السياحية، بما فيها المطاعم والنقل السياحي والفضاءات الترفيهية أيضا”.

مؤشرات محفّزة

بحسب المسؤول ذاته فإن “المؤشرات الميدانية الأولية أكدت حضورا لافتا للزوار الأجانب والمشجعين القادمين من مختلف الدول الإفريقية، إضافة إلى السياحة الداخلية”، متابعا: “الزخم التنشيطي (عبر Fan zones) شجّع الزوار والمشجعين، المغاربة والأجانب، على الاستقرار بالرباط وقضاء فترة أطول بها من أجل عيش أجواء البطولة، ما ساهم في رفع معدل الإقامة ونسب الملء بالمؤسسات الفندقية”.

وجوابا عن المنهجية المعتمدة في مواكبة هذا الحدث الإفريقي قال المتحدث إنه “تم إطلاق خطة عمل خاصة ترتكز على شقين أساسيين: الترويج من جهة، والرفع من جودة الخدمات السياحية من جهة ثانية؛ فبخصوص الشق الثاني تم إطلاق برنامج تكويني لفائدة مهنيي القطاع السياحي يرتكز على أربعة محاور أساسية، منها الضيافة وحسن الاستقبال، ثم السلامة والأمن، فضلا عن ضمان جودة خدمات التدبير الفندقي (Housekeeping)، بما يضمن احترام المعايير الدولية وتحسين الخدمات”.

ويقوم البرنامج ذاته كذلك على “ضمان النظافة والسلامة الصحية وفق معايير HACCP، ويروم الرفع من جاهزية المهنيين وتحسين جودة العرض السياحي، بغرض مواكبة حجم وأهمية التظاهرات الرياضية الكبرى، ويعزز أيضا صورة الرباط كمدينة مِضيافة وقادرة على تقديم تجربة سياحية متكاملة”، وفق المصدر نفسه.

وشدّد بنشقرون، في الأخير، على أنه “سيتم، بعد نهاية البطولة، تجميع الأرقام النهائية وإجراء تقييم شامل للأثر السياحي والاقتصادي، من أجل الاستفادة من هذه التجربة وتعزيزها في الاستحقاقات الرياضية الكبرى”.

ارتقاء بالخدمات

منذ قصّ شريط هذه المنافسات التي تعرف مشاركة 24 منتخبا ظلت مدينة الرباط حديث كثيرين، من إعلاميين وصنّاع محتوى أجانب وجماهير زائرة أيضا، الذين لم يفوّتوا الفرصة دون الإشادة بالبنية التحتية للمدينة، سواء تعلّق الأمر بملاعبها الحديثة الأربعة أو بالجيل الجديد من التجهيزات العامة، على رأسها محطات القطار (محطة الرياض نموذجا).

وفي نظر هشام أقمحي، عضو المجلس الجماعي للمدينة، فإن الأخيرة “تعرف حركية غير مسبوقة، إذ تعيش مرافقها العمومية الإيقاع ذاته، وتقدّم خدمات متنوعة لفائدة المنتخبات الإفريقية ومشجعيها أيضا”.

وأوضح أقمحي، مصرّحا لهسبريس، أن “التأثيرات المرحلية لهذه المسابقة لا تعني الملاعب فقط، وإنما تنسحب كذلك على الفنادق والمطاعم والأسواق الشعبية ومناطق المشجعين التي باتت ممتلئة”، مسجلا أن “عددا من المشجعين قدموا من مدن أخرى، كمراكش وطنجة وأكادير، رغم أن منتخباتهم لا تخوض مقابلاتها داخل المدينة”.

ولفت المتحدث إلى أن “التنسيق بين مختلف السلطات المعنية جعل الأمور تحت السيطرة، وساهم في توفير كل الظروف اللازمة لإنجاح هذه التظاهرة”، متابعا: “إلى حدود الساعة كسبت الرباط رهان التنظيم، ومن المرتقب أن تكون أكثر استعدادا لاستقبال مباريات كأس العالم بعد حوالي خمس سنوات”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا