آخر الأخبار

أرقام ودلالات الجولة الأولى من "كان المغرب".. انطلاقة منطقية وغزارة تهديفية بلا مفاجآت - العمق الرياضي

شارك

مع إسدال الستار على أولى مباريات دور المجموعات لمنافسات كأس أمم إفريقيا، التي تحتضنها بلادنا إلى غاية 18 يناير 2026، حملت الجولة الأولى من المسابقة القارية أرقامًا وإحصائيات متباينة، عكست الملامح الأولى لطبيعة الصراع بين المنتخبات المرشحة للتتويج وأخرى تطمح إلى صنع المفاجأة.

لم تكن المفاجأة عنوان الجولة الافتتاحية لـ«الكان»، إذ نجحت أغلب المنتخبات المرشحة على الورق في تحقيق انطلاقة إيجابية، بداية بالمنتخب الوطني المغربي، منظم الدورة، الذي تجاوز أول اختبار له بفوز مستحق على جزر القمر بهدفين دون رد، متفاديًا أولى الأفخاخ في رحلة البحث عن لقب غاب عن خزينة «أسود الأطلس» لنحو نصف قرن.

وسار منتخب مصر، بقيادة مدربه ولاعبه السابق حسام حسن، على النهج ذاته، بعدما اقتنص النقاط الثلاث أمام زيمبابوي رغم معاناته في أطوار اللقاء. وتأخر «الفراعنة» منذ الدقيقة العشرين، قبل أن يقود نجما مانشستر سيتي وليفربول، عمر مرموش ومحمد صلاح، عودة مصرية قوية «ريمونتادا» منحت المنتخب انطلاقة مطمئنة في البطولة الأغلى قاريًا.

أما المنتخب التونسي، «نسور قرطاج»، فلم يترك مجالًا لمنتخب أوغندا لخلق الاستثناء، وفرض تفوقه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، في مباراة جرت تحت أمطار غزيرة بالملعب الأولمبي التابع لمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.

ومن تونس إلى جارتها الجزائر، كشّر «محاربو الصحراء» عن أنيابهم بقوة، بعدما أمطروا شباك السودان بثلاثية نظيفة، حملت توقيع رياض محرز الذي سجل ثنائية، وإبراهيم مازة، ليتصدر المنتخب الجزائري مجموعته بفارق الأهداف عن بوركينا فاسو.

وفي المجموعة السادسة، دشن حامل اللقب منتخب ساحل العاج مشواره بفوز صعب على موزمبيق بهدف دون رد، وقعه أماد ديالو، انتصار يمنح «الأفيال» دفعة معنوية مهمة في بداية رحلة الدفاع عن اللقب فوق الأراضي المغربية. من جهته، حقق المنتخب النيجيري الوصيف مراده بتفوقه على تنزانيا بهدفين مقابل هدف، في مسار يأمل من خلاله «النسور الخضر» بلوغ النهائي للمرة الثانية تواليًا.

وكان منتخب السنغال، «أسود التيرانغا»، الأكثر إقناعًا في نظر العديد من النقاد خلال الجولة الأولى، بعدما جمع بين الأداء والنتيجة أمام بوتسوانا، محققًا فوزًا بثلاثية نظيفة تناوب على تسجيلها نيكولا جاكسون بهدفين، وندياي شريف، دون أن يترك أي فرصة لمنافسه لمجاراة الإيقاع.

وسارت الكاميرون، «الأسود غير المروّضة»، على الدرب نفسه، ورغم اكتفائها بفوز بهدف وحيد على الغابون، فإنها تضع نصب أعينها استعادة لقب غاب عنها منذ نسخة 2017.

وعلى مستوى الأرقام، عرفت الجولة الأولى حصيلة تهديفية لافتة، عكست جودة اللاعبين المشاركين، إذ تم تسجيل 29 هدفًا في 12 مباراة، دون احتساب أي ركلة جزاء، ما ينبئ ببطولة مفتوحة على غزارة تهديفية مع توالي الجولات.

وشهدت قائمة الهدافين حضورًا عربيًا بارزًا، حيث يتصدر كل من رياض محرز قائد المنتخب الجزائري، وإلياس العاشوري لاعب المنتخب التونسي، ونيكولا جاكسون نجم السنغال، الترتيب برصيد هدفين لكل منهم.

وفي المقابل، فشلت منتخبات جزر القمر، وبنين، وبوتسوانا، وموزمبيق، والسودان، والغابون في هز الشباك خلال الجولة الأولى، ما يضعها أمام ضرورة تصحيح المسار في الجولات المقبلة.

كما تميزت المباريات الافتتاحية بتسجيل عدد من الأهداف المتأخرة، أبرزها عودة زامبيا أمام مالي بهدف باتسون داكا في الدقيقة (90+2)، وهدف محمد صلاح في الدقيقة التسعين الذي قاد مصر للفوز على زيمبابوي. وكانت مباراة بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية الأكثر درامية، بعدما شهدت ثلاثة أهداف في الدقائق الأخيرة، بينها هدفا الفوز البوركينابي في الوقت بدل الضائع (90+5 و90+8).

وسُجل أسرع هدف في البطولة حتى الآن باسم رياض محرز، الذي افتتح التسجيل للجزائر في الدقيقة الثانية من مواجهة السودان.

وعلى مستوى الانضباط، شهدت الجولة الأولى إشهار 39 بطاقة، بينها بطاقتان حمراوان، واحدة مباشرة وأخرى بسبب تراكم الإنذارات، مع تسجيل غياب أي بطاقة في مباراتي المنتخبين الجزائري والتنزاني.

أما من حيث الاستحواذ، فقد تصدر المنتخب المصري القائمة بنسبة 78 في المائة أمام زيمبابوي، يليه المنتخب المغربي بنسبة 70 في المائة أمام جزر القمر، ثم المنتخب السنغالي بنسبة 68 في المائة أمام بوتسوانا، ما يعكس سيطرة واضحة للمنتخبات المرشحة في انطلاقتها القارية.

العمق المصدر: العمق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا