مع اقتراب انطلاق كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025 في المغرب تواجه مجموعة من الأندية الأوروبية تحديات استثنائية نتيجة استدعاء عشرات اللاعبين الأفارقة لتمثيل منتخباتهم في البطولة القارية.
وتشير البيانات إلى أن إجمالي اللاعبين الأفارقة في الأندية الأوروبية يصل إلى 150 لاعبا، موزعين على 110 ناديا مختلفا، مع سيطرة واضحة لثلاث دول أوروبية على هذه الكتلة، تتقدمها فرنسا بـ41 لاعبا، وإنجلترا بـ22 لاعبا، ثم إيطاليا بـ12 لاعبا، تليها إسبانيا بـ11 لاعبا فألمانيا بـ12 لاعبا.
في الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون نادي سندرلاند الأكثر تضرراً بغياب 6 لاعبين، بينهم شمس الدين الطالبي (المغرب)، حبيب ديارا (السنغال)، رينيلدو (موزمبيق)، برتران تراوري (بوركينا فاسو)، وأرثور ماسواكو ونواه صديقي (الكونغو الديمقراطية).
ويلي سندرلاند كل من وولفرهامبتون، ونوتنغهام فورست، وكريستال بالاس بغياب 5 لاعبين لكل منهم، بينما لا تتأثر صفوف أندية مثل ليدز وتشيلسي وأرسنال.
وتشمل الغيابات أيضا أندية كبرى أخرى مثل مانشستر يونايتد (3 لاعبين)، وليفربول (محمد صلاح) وفولهام وإيفرتون وتوتنهام، ما يعكس حجم التأثير على الدوري الإنجليزي قبل فترة حاسمة من الموسم.
أما الدوري الفرنسي فسيشهد غياب 51 لاعبا عن أنديتهم في الدرجة الأولى، مع أبرز الأندية المتضررة مثل باريس إف سي ولوريان (5 لاعبين لكل منهما)، فيما يعد ناديا لانس وتولوز الأقل تأثرا بلاعب واحد فقط لكل منهما.
ويشمل هذا العدد نجوما مثل بيير-إيمريك أوباميانغ (مارسيليا)، وأشرف حكيمي (باريس سان جيرمان)، وهماري تراوري (باريس إف سي)، إلى جانب لاعبين مؤثرين في نيس ورين وليل وميتز وأوكسير.
وتأتي البطولة خلال فترة التوقف الشتوي في الدوري الفرنسي، ما يقلل من تأثير الغيابات على المباريات المحلية، لكنه يترك أثرا على كأس فرنسا والجولات الأخيرة قبل استئناف المنافسات.
في ألمانيا تم استدعاء 12 لاعبا إفريقيا من مختلف أندية البوندسليغا بقسميها الأول والثاني، ويشملون أسماء مثل رامي بن سبعيني (بوروسيا دورتموند)، وفارس شعيبي (آينتراخت فرانكفورت)، وأمادو حيدرا (لايبزج)، وإلياس بن صغير (باير ليفركوزن)، وبلال الخنوس (شتوتغارت)، بالإضافة إلى لاعبين في فورتونا دوسلدورف وماجديبورغ، وهو ما يؤكد الأهمية الكبيرة لهذه الغيابات على الأداء الفني في بوندسليغا.
وفي إيطاليا وإسبانيا يشارك 12 لاعبا من الدوري الإيطالي و11 لاعبا من الدوري الإسباني، بينهم لاعبون مؤثرون في أندية مثل روما وأتالانتا وتورينو وريال مدريد وفياريال وإشبيلية وبيتيس، ما يعكس انتشار المواهب الإفريقية عبر القارة الأوروبية وتأثير التزاماتهم الدولية على المنافسات المحلية.
وعلى صعيد المنتخبات يمثل اللاعبون الأفارقة في أوروبا العمود الفقري لبعض الفرق الكبرى، إذ تصل نسبة الاعتماد على المحترفين الأوروبيين إلى 75% في الجزائر، و71% في كل من المغرب ومالي.
وفي المقابل تعتمد بعض المنتخبات بشكل أكبر على الكتلة المحلية أو الأندية العربية، مثل مصر (86%)، جنوب إفريقيا (64%)، وزامبيا (50%).
هذا التوزيع يعكس تباين الفلسفات بين الاعتماد على الخبرة الأوروبية أو الثقة في الكتلة المحلية، ما قد يشكل عاملا حاسما في مجريات البطولة.
لكن التحدي بالنسبة للأندية الأوروبية لا يقتصر على الغيابات المؤقتة للاعبين الأفارقة فحسب، بل يمتد إلى إعادة هيكلة الخطط التكتيكية للفرق، وإدارة الضغوط البدنية والنفسية على اللاعبين المتبقين، وضمان استمرار الأداء الجيد في البطولات المحلية دون تأثير سلبي.
وترى الأندية أن كأس أمم إفريقيا أصبح عنصرا إستراتيجيا في جدول كرة القدم العالمية، إذ يتطلب موازنة دقيقة بين الالتزامات الدولية للأندية ومصالح المنتخبات.
وبينما تسعى المنتخبات الإفريقية إلى الاستفادة من أفضل لاعبيها في بطولة تنظم في ظروف استثمارية ولوجستية متطورة بالمغرب تجد الأندية الأوروبية نفسها أمام معادلة دقيقة لإدارة المنافسات المحلية، في وقت تزداد أهمية كأس إفريقيا ليس فقط بوصفها حدثا قاريا، بل عاملا مؤثرا رئيسيا على مسار كرة القدم الاحترافية في أوروبا.
المصدر:
هسبريس