مع تبقي أقل من 48 ساعة على انطلاق منافسات كأس أمم إفريقيا 2025، تتجه الأنظار إلى المدن المغربية الست المستضيفة التي أنهت ترتيباتها اللوجستية والأمنية لهذا الحدث القاري. وإلى جانب الرهان الرياضي والتنظيمي، يكتسي هذا الاستحقاق بعداً اقتصادياً وتنموياً، وسط توقعات بأن يسهم في تحريك عجلة عدد من القطاعات الحيوية التي تعول على هذه المناسبة لرفع رقم معاملاتها.
ويرتقب أن ينعكس تنظيم هذه التظاهرة بشكل مباشر على قطاعات السياحة، النقل، الخدمات، والصناعة التقليدية، التي تتأهب لاستقبال توافد الجماهير والزوار، مما يفتح النقاش حول حجم العوائد المالية المتوقعة والأثر الاقتصادي الملموس لهذه البطولة على ميزانية الدولة والنشاط التجاري العام في ظل الظرفية الاقتصادية الراهنة.
وفي هذا الصدد، أوضح الخبير والمحلل الاقتصادي، محمد جدري، في تصريح لجريدة “العمق”، أن الآثار الاقتصادية لتنظيم الكان ستكون إيجابية وملموسة سواء على المدى القصير أو المتوسط. وأكد جدري أن توافد الجماهير والمشجعين من الدول الإفريقية وغيرها نحو المملكة، وتحديداً صوب المدن الست المستضيفة (طنجة، فاس، الرباط، الدار البيضاء، مراكش، وأكادير)، سيخلق رواجا تجاريا استثنائيا.
وأبرز المتحدث ذاته أن هؤلاء الزوار سيستهلكون حزمة واسعة من السلع والخدمات، بدءا من خدمات التنقل (طائرات، قطارات، سيارات أجرة)، مرورا بقطاع الضيافة (فنادق ومطاعم)، وصولا إلى خدمات الاتصال والفعاليات الموازية، فضلاً عن انتعاش الصناعة التقليدية. وأشار جدري إلى أن هذه الحركة الدؤوبة ستساهم في خلق “القيمة المضافة” وتوفير مناصب شغل، ولو كانت بصفة مؤقتة، خلال فترة البطولة.
على المستوى الاستراتيجي، اعتبر جدري أن كأس إفريقيا للأمم تمثل “بروفة” حقيقية لتنظيم كأس العالم 2030، مشددا على الدور “الإشعاعي” للبطولة. فالمشاهدون الذين سيتابعون المباريات عبر العالم سيكتشفون المؤهلات المغربية، مما سيحفزهم لزيارة المملكة في فترات لاحقة، وتحديداً في النصف الثاني من سنة 2026 وما بعدها، وهو ما يضمن استمرارية الزخم السياحي.
وتوقع المحلل الاقتصادي أن ينهي المغرب سنة 2025 برقم قياسي في عدد السياح، مرجحاً تجاوز حاجز 20 مليون سائح، مستفيدا من تزامُن البطولة مع عطلات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية. وخلص جدري إلى أن الهدف الأسمى هو الحفاظ على هذا النسق التصاعدي واستغلال الإشعاع الذي ستمنحه الكأس القارية لضمان استدامة الجاذبية السياحية والاقتصادية للمغرب وصولا إلى محطة مونديال 2030.
المصدر:
العمق