انطلقت أوريلي جونيه، القادمة من مدينة ديجون الفرنسية، في مغامرة استثنائية: رحلة بالدراجة الهوائية من مدينتها لتزور المنطقة المغاربية، فكانت أولى محطاتها المغرب، الذي لطالما كان السفر إليه حلما بالنسبة إليها.
فكرة السفر إلى المغرب كثيرا ما راودت أوريلي، إذ تقول في تدوينة عبر صفحتها على “فيسبوك”: “كان المغرب أول بلد استكشفته، ولكن فقط بالروح، بفضل كتاب للأطفال، ‘حكواتي مراكش’، استعرته في الصف الخامس من مكتبة مدرسة تريكلون. منذ السطور الأولى، وجدت نفسي منقولة إلى ساحة جامع الفنا، جالسة عند قدمي حكواتي يشارك مقابل بضعة قطع نقود قصصًا تمزج بين السحر والحكمة. ترك هذا الكتاب بصمة دائمة في مخيلتي”.
كان وصول أوريلي إلى طنجة في 12 مارس، بعد رحلة بالعبّارة من طريفة الإسبانية، لحظة محورية في مغامرتها، إذ كانت تتطلع إليها بشوق كبير. وعلى الرغم من مشاعر النشوة التي غمرتها، لم تخفِ أوريلي الإرهاق الذي تراكم لديها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الرحلة، معترفة بأنها قللت من تقدير الوقت اللازم للوصول إلى القارة الأفريقية.
تذكرت أوريلي الجزء الأول من رحلتها عبر فرنسا وإسبانيا، حيث واجهت تحديات جسدية وذهنية بسبب ظروف الشتاء. كان المطر والبرد في فرنسا من بين الصعوبات التي واجهتها، خاصة في تجفيف الملابس، مما اضطرها إلى تقليل الاعتماد على التخييم في البرية. ومع ذلك، حملت هذه المرحلة أيضًا ذكريات جميلة، مثل لقائها بجو في أرييج، وهو رحالة أمريكي استضافها في منزله أياما عدة.
تقول أوريلي في حوار مع “لوبيان بيبليك” الفرنسية إن وصولها إلى المغرب تزامن وشهر رمضان، وهي تجربة وصفتها بالمذهلة، قائلة: “لقد أثر إيقاع الصيام بشكل كبير على حياة البلاد، حيث تسود حالة من الهدوء قبل الإفطار، ثم تعود الحياة إلى النشاط حتى وقت متأخر من الليل”.
كما تأثرت أوريلي بكرم الضيافة الذي لمسته في المغرب، مستذكرة موقفًا في تطوان حيث دعاها تجار لتناول الإفطار معهم، مقدمين لها الحساء والتمر والمعجنات. وأكدت أوريلي على شعورها بالأمان والسعادة في المغرب حيث تتلقى التشجيع من الكثيرين.
وتتضمن خطط أوريلي المستقبلية مواصلة الرحلة جنوبًا عبر جبال الأطلس الصغير، كما أنها تفكر في كيفية مغادرة المغرب باتجاه تونس، خاصة بعد عدم حصولها على تأشيرة لدخول الجزائر، مما قد يضطرها إلى المرور عبر إيطاليا أو مرسيليا، وهو خيار تفضل تجنبه للحفاظ على وتيرة رحلتها.
أما عن خططها، فكتبت أوريلي ضمن تدوينة على “فيسبوك”: “منذ عودتي من رحلة ديجون-بكين، كان مشروع اكتشاف المغرب بالدراجة يؤجل باستمرار بسبب مشاكل صحية. لكن رسالة غير متوقعة غيرت كل شيء: إيا، وهي مراهقة من صفاقس في تونس، كتبت لي على إنستغرام لتخبرني بأنها تابعت مغامرتي حتى الصين وأنها تحلم منذ ذلك الحين بجولة حول العالم بالدراجة، حتى إنها دعتني لزيارتها. هذه المحادثة هي التي جعلتني أرغب في تمديد خط سيري حتى تونس”.