آخر الأخبار

برلمانيون يُجمعون على مسؤولية الجامعات الرياضية في هزالة "غلة باريس"

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

أجمع نواب من الأغلبية والمعارضة، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب لدراسة موضوع “المشاركة المغربية في أولمبياد باريس 2024″، على “الحاجة إلى إعادة النظر في الجامعات الرياضية التي تنال دعما عموميا سخيا ولكن بلا أي قدرة على تحقيق نتائج مشرفة للمشاركة المغربية في ملتقيات رياضية عالمية، مع استثناءات قليلة”.

كان ذلك بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، بعد أن قدم عرضا لم يحضره لا رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، فيصل العرايشي، ولا أي من رؤساء الجامعات الرياضية المغربية التي شاركت في الألعاب الأولمبية، كما لم يحضر أي من رؤساء الجامعات التي لم تتمكن من التأهل إلى هذه الألعاب كما طالبت المعارضة بذلك قبل شهرين.

وبعدما اعتبر الوزير في عرضه غلة المغرب في أولمبياد باريس “إيجابية”، انطلقت انتقادات أعضاء اللجنة لرؤساء الجامعات الرياضية، إذ شدد عماد الدين الريفي، النائب عن فريق الأصالة والمعاصرة، على الحاجة إلى إعادة النظر في هذه الجامعات ورؤسائها، لكونها “تخبط خبط عشواء”، مشيرا إلى أن هذه الجامعات خصصت لها 3 مليارات درهم غير أن الحصيلة كانت سلبية ومخيبة لآمال جميع المغاربة.

وطالب الريفي ضمن كلمته بمراجعة الدعم الذي يوجه للجامعات الرياضية، مبرزا أن بعض رؤسائها قضوا عقودا في مناصبهم ويرفضون مغادرتها، رغم أن حصيلتهم عموما ليس فيها نتائج حقيقية يمكن أن تضاف إلى مسارهم، معتبرا أن هذه الجامعات صارت كـ”دكاكين تجارية” تضخ فيها الحكومة ميزانيات كبيرة، ويعاد توجيهها نحو تقارير أدبية ومالية لتبرير نيل التعويضات مرة أخرى.

نائب الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بلجنة التعليم والثقافة والاتصال اصطف بدوره إلى جانب الرأي الداعي إلى التفكير في هيكلة جديدة للجامعات الرياضية، معتبرا أنها “تحتاج إلى إعادة النظر في الأسلوب الكلاسيكي في التعاطي معها”، مشيرا إلى أن “واقع الرياضة يسائل الجميع، ولا سيما العقليات التي تدبّرها عن قرب، ولا يمكن أن نخفي أننا أمام تدبير غير مقبول للشأن الرياضي ولا يتماشى مع العهد الجديد”.

وقال النائب البرلماني سالف الذكر إن المواقف السلبية التي يعبر عنها المغاربة بمختلف صنوفهم “تجسد غيرة على وطننا وعلى مشهدنا الرياضي”، وذلك لـ”الدفع به حتى تكون للمملكة المغربية ممارسة رياضية تليق بها”.

أما النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية، عمر أعنان، فقد شدد على أن “الإخفاق لا يمكن اعتباره مجرد حادثة عابرة أو أنه ناتج عن الصدفة، بل هو انعكاس لأزمة عميقة في منظومتنا الرياضية، تتطلب وقفة تأمل”، مضيفا أن “هذه النتائج تدل على غياب رؤية شاملة وتخطيط استراتيجي واضح”، وقال إن “الوضع يتطلب إصلاحا شاملا وعميقا للقطاع، ولا بد من إحداث لجنة تقوم بتقييم حقيقي لهذه النتائج للنهوض بها”.

كما هاجم أعنان الجامعات الرياضية التي اعتبر أن “الخلل الأكبر يكمن فيها”، مبرزا أنها “تعاني من ضعف التنظيم والحكامة”، مبرزا الحاجة إلى “أن تكون أكثر شفافية وحكامة، مع ضمان تولّي إدارتها من لدن كفاءات تتوفر على الخبرة والاختصاص، وليس فقط أن تكون مجرد مناصب للواجهة”، مطالبا بـ”إحداث آليات للمحاسبة وللتقييم المستمر لأداء هذه المؤسسات المتمتعة بمواكبة الشأن الرياضي الوطني”.

ويبدو أن هناك إجماعا لدى الفاعل البرلماني في إخفاق هذه الجامعات في الأولمبياد، حيث سجلت النائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية، نادية تهامي، أن “أسئلة عريضة ما زالت تطرح حول التصنيف النهائي وحصيلة بلادنا في أولمبياد باريس، وحول نتائج باقي الأصناف الرياضية”، موردة: “هنا تبرز ضرورة مساءلة وتقييم أدوار ومسؤوليات اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، ومدى جدية تحضير الجامعات الرياضية لهكذا محافل عالمية تشد إليها أنظار الجميع”.

واستفسرت النائبة عن الفريق المعارض حول “أنماط الحكامة في هذه الجامعات وأساليبها في التنقيب عن الأبطال ومناهجها في صقل المواهب، وحول مكانة الرياضة المدرسية، وحول نجاعة أداء مختلف الجامعات من خلال مقارنة الإمكانيات الموضوعة تحت تصرفها مع النتائج المحصل عليها”، دافعة بأسئلة أخرى طلبت من “الحكومة، تحديدا القطاع العمومي المكلف بالرياضة، أن تجيب عنها سياسيا، باعتبارها المشرفة على هذا المرفق العمومي الهام”.

وقالت إن “تواضع نتائج الرياضات المغربية المشاركة في أولمبياد باريس، علاوة على عدم التأهل نهائيا بالنسبة لرياضات أخرى، لئن كان يُعري أعطاب التدبير الرياضي، فإنه يثير مسؤولية الجامعات الرياضية التي تربطها تعاقدات بأهداف محددة مع اللجنة الأولمبية الوطنية والقطاع الحكومي المكلف بالرياضة”، داعية إلى مواصلة النقاش مؤسساتيا بين البرلمان والحكومة حول هذه القضايا الرياضية.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك الخبر

إقرأ أيضا