تستعد الممثلة المغربية القديرة سعاد خيي للعودة إلى الأعمال التلفزيونية من خلال مشاركتها في المسلسل التاريخي العربي “أبطال الرمال”، في تجربة فنية جديدة تعيدها إلى الواجهة عبر عمل ضخم يصوّر حاليا بمدينة مراكش، التي باتت وجهة مفضلة لصناع الدراما العربية، خاصة الأعمال التاريخية ذات الإنتاج الكبير.
هذا العمل الذي يشرف على إخراجه سامر جبر، يعيد الممثلة المغربية إلى أجواء الدراما التاريخية؛ إذ تجسد، وفق المعطيات التي توصلت بها هسبريس، شخصية نسائية تنتمي إلى زمن اتسم بالصراعات القبلية والتحولات الاجتماعية العميقة، وتعد هذه المشاركة عودة قوية لها إلى هذا النوع من الأعمال.
وستطل سعاد خيي في المسلسل بدور “زبيبة”، زوجة “مالك” وأم عنترة بن شداد، في شخصية محورية تعكس طبيعة المجتمع الجاهلي وتقاليده الصارمة.
وحسب مصدر هسبريس، فإن الشخصية التي تؤديها خيي سترفض تزويج ابنتها بمن تحب، في سياق درامي يرصد قصة حب لم يكتب لها الاكتمال في عصر الجاهلية، ويعكس طبيعة الأعراف الاجتماعية السائدة في تلك الحقبة.
وتكشف المعطيات ذاتها أن العمل يولي أهمية خاصة للتفاصيل البصرية، لا سيما الأزياء العتيقة التي جرى إعدادها بعناية لتناسب الشخصيات التاريخية، وتسهم في تعزيز مصداقية الأحداث وإعادة بناء ملامح المرحلة الزمنية التي يستحضرها المسلسل.
ويركز “أبطال الرمال”، حسب ما توصلت به هسبريس، على تسليط الضوء على مرحلة الجاهلية في شبه الجزيرة العربية، باعتبارها فترة غنية بالأحداث والتحولات، حيث يتناول العمل الجوانب الاجتماعية والدينية والثقافية، مع إبراز المكانة التي حظيت بها اللغة العربية والشعر الجاهلي آنذاك، بوصفهما عنصرين أساسيين في تشكيل الوعي الجمعي للمجتمع العربي قبل الإسلام.
ويسعى القائمون على هذا المشروع الدرامي إلى تقديم معالجة فنية توازن بين التوثيق التاريخي والخيال الدرامي، مستعينين بأحدث تقنيات التصوير والإنتاج، تحت إشراف سامر جبر، وبإنتاج محمد الكغاط، الذي يتولى تنفيذ العمل بالمغرب.
وإلى جانب سعاد خيي، يشارك في هذا العمل نخبة من الفنانين المغاربة والعرب، من بينهم عدنان موحجة، عبد النبي البنيوي، عبد الإله الكغاط، إضافة إلى نضال نجم، خالد نجم، محمد الإبراهيمي، وأسماء أخرى، في تجربة فنية تجمع بين خبرات متعددة من مختلف البلدان العربية.
وقد وقع اختيار القائمين على هذا المشروع على المدينة الحمراء لاحتضان تصوير مشاهد المسلسل، لما توفره من فضاءات طبيعية ومعمارية قادرة على استحضار أجواء الأزمنة القديمة، وهو ما ينسجم مع طبيعة العمل الذي يعود بالأحداث إلى حقبة الجاهلية.
ويعد مسلسل “أبطال الرمال” محطة جديدة في المسار الفني لسعاد خيي، خاصة أن آخر ظهور تلفزيوني لها كان من خلال المسلسل الدرامي “جرح قديم” للمخرج مراد الخوضي، لتعود اليوم بعمل تاريخي عربي يعزز حضورها الفني ويؤكد استمرار رهانها على الأدوار ذات العمق الدرامي والبعد الثقافي.
المصدر:
هسبريس