تعود فرقة “المسرح الجامعي” بعمل مسرحي جديد، يرتقب أن تجوب به المسارح المغربية مع انطلاق السنة الجديدة، وهو عمل يحظى بدعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة برسم الموسم الجديد. هذه العودة تؤكد حرص الفرقة على تقديم عروض مسرحية حديثة تعكس قضايا المجتمع المغربي في قالب فني ممتع ومتنوع، يمزج بين التشويق والكوميديا والرسالة الإنسانية، ويمنح المشاهد فرصة للانغماس في تجربة فنية متكاملة تجمع بين الأداء المتميز والحبكة المشوقة.
المسرحية التي تحمل عنوان “المعمعة”، من إخراج عبد اللطيف الدشراوي واقتباس عبد الهادي فريجة، تجمع على خشبتها وجوها فنية بارزة، من بينها جواد العلمي، سناء بحاج، وعبد الرحيم الغزواني، في تجربة مسرحية تمزج بين الرعب والتشويق والفكاهة، ضمن حبكة تشد الأنفاس فوق الركح وتشد انتباه الجمهور منذ اللحظة الأولى.
وتدور أحداث المسرحية حسب المعطيات التي توصلت بها هسبريس حول فتاة تلجأ إلى شقة رجل هربا من مطاردين بعد ارتكابها جرما ما، فيقرر إيواءها، قبل أن تتغير مجريات الأحداث مع وصول من يبحث عنها، وتتفاقم حين يدخل رجال الأمن الشقة عبر نافذة غرفة النوم. ويضطر الرجل لتوقيع تصريح ينفي دخول أي فتاة، بينما تتابع الفتاة كل ما يجري خلف الأبواب المغلقة. ومع خروج رجال الأمن تتحول الأزمة النفسية للرجل إلى صراع داخلي، يمر بتوتر شديد قبل أن يتحول تدريجيا إلى حالة من التفاهم والانسجام مع الفتاة، لتطفو على العلاقة لمحات من الحب وسط الخوف. غير أن المخاوف تتضاعف مع عودة رجال الأمن للتفتيش، ما يحافظ على وتيرة عالية من التشويق والإثارة طوال العرض.
ويزين خشبة المسرح تصميم سينوغرافي بديع للفنان الحسين الهوفي، فيما تضيف إضاءة مصطفى بران بعدا بصريا، وترافقها مؤثرات صوتية وموسيقية من إخراج خالف الإدريسي، لتصبح تجربة المشاهدة متكاملة على صعيد الحبكة، الأداء الفني، والبعد البصري والصوتي، ما يجعل المشاهد يعيش أجواء المسرحية بكل تفاصيلها الدقيقة والمثيرة.
ويعكس عنوان المسرحية “المعمعة”، الذي يعني بالعامية المغربية “الاضطرابات والمشاكل الكبرى”، الرسالة الأساسية للعمل، إذ يعالج قضايا اجتماعية واقعية ضمن قالب فني متنوع، ويؤكد الدور الهام للمسرح المغربي المعاصر في طرح القضايا المجتمعية ومواكبة روح الشباب، لتظل خشبة المسرح منصة حقيقية للتعبير الفني والمساءلة الثقافية.
المصدر:
هسبريس