آخر الأخبار

إصدار يُسائل الفعل الجمعوي بالمغرب

شارك

بعنوان “المجتمع المدني والتنمية المحلية: نقد الممارسات ورهانات الفعل” يقدم كتاب جديد “رؤية تحليلية معمّقة حول انخراط المجتمع المدني في مشاريع التنمية المحلية في سياق التحولات الراهنة بالمغرب”، ضاما “مساهمات علمية تنتمي إلى تخصصات متعددة، تركز على تفاعل الجمعيات مع قضايا الحكامة المحلية وتدبير الأزمات والحفاظ على التراث الثقافي”، كما يناقش “الإكراهات البنيوية والثقافية التي تحدّ من فعالية الفعل الجمعوي.”

هذا الكتاب الذي أشرف على تنسيقه الأساتذة محمد حدوي ومحمد خالص وفؤاد أعراب يسائل نقديا “دور المجتمع المدني، لا باعتباره فاعلًا منخرطًا في التنمية فحسب، بل من حيث فعاليته وملاءمته مع معايير التنمية المستدامة”. وينطلق الباحثون “من هاجس فكري مؤداه أن المجتمع المدني رغم بروزه الرمزي والمؤسساتي في العقود الأخيرة يواجه إشكالات بنيوية تتعلق باستقلاليته ومأسسته وشراكاته مع الدولة والمجتمع المحلي؛ كما يطرح تساؤلات حول قدرته على تجاوز الأنماط التقليدية والتبعية، قصد التحول إلى قوة اقتراحية تساهم في تحولات مجتمعية مستدامة”.

ومن بين ما يتناوله الكتاب بالدرس والتحليل “التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي أعادت تشكيل مسار المجتمع المدني، وانعكاسها على إستراتيجيات الفعل الجمعوي”؛ كما يناقش “تأثير القيم الاجتماعية والثقافية في نجاح أو تعثر المبادرات التنموية محليًا”، ويقدم “قراءات نقدية لتجارب الفاعلين الجمعويين في ضوء العوائق البنيوية والثقافية التي تحد من فعاليتهم”. كما يستشرف العمل “سبل تطوير الأداء الجمعوي لتحقيق تنمية محلية حقيقية، من خلال رؤية شاملة ترصد الإكراهات والرهانات التي تؤطر عمل الجمعيات”.

وينطلق الفصل الأول، وفق ورقة الكتاب، بـ”تأسيس نظري يؤطر مفاهيم المجتمع المدني والعمل الجمعوي والتنمية المحلية، مستعرضًا الأسس المفاهيمية والرهانات الفكرية المرتبطة بها”. وفي دراسته “العمل الجمعوي في رحاب السوسيولوجيا المغربية” يرصد محمد خالص تطور الاهتمام الأكاديمي بالجمعيات، مؤكدًا حاجة سوسيولوجيا الجمعيات إلى أدوات نظرية أكثر فاعلية. ومن جهته يناقش فؤاد أعراب في “الأنثروبولوجيا التطبيقية والمجتمع المحلي” التوتر بين التراث الاستعماري للأنثروبولوجيا ووظيفتها النقدية اليوم، داعيًا إلى مقاربة تحررية تعترف بقدرات الفاعلين المحليين.

ويتناول الفصل الثاني الأبعاد الثقافية والتنظيمية المؤثرة في فاعلية العمل الجمعوي محليًا، حيث يبين فوزي بوخريص في مقالة “مسألة القيم في التنظيمات الجمعوية بالمغرب: نحو مقاربة سوسيولوجية” “أهمية المنظومات القيمية في تشكيل هوية الجمعيات”، معتبرًا أن “العمل الجمعوي أصبح قيمة اجتماعية بحد ذاته، رغم ما قد ينتج عنه من توترات داخلية”،

ومن جهته يبرز محمد حدوي في دراسة بعنوان “العوائق التي تحد مشاركة المجتمع المدني في التنمية المحلية” أن “ضعف الاستقلالية وتبعية الجمعيات للسلطات المحلية يشكلان عوائق بنيوية تتطلب إصلاحات عميقة”. أما مصطفى المناصفي فيحلل في دراسته حول “جمعيات المجتمع المدني وأزمة كوفيد-19 بالمغرب، حالة مقاطعة مراكش – كيليز” هشاشة الجمعيات، كاشفًا “استمرار أنماط النخبوية والهيمنة الذكورية رغم مظاهر الانخراط في تدبير الأزمة”.

ويعالج الفصل الثالث من الكتاب الجديد “المشاركة المجتمعية وبناء الشراكات المحلية المستدامة”. ويدعو زهير لخيار في دراسة بعنوان “المقاربة التشاركية والمجتمع المدني: في ضرورة تقوية القدرة التفاوضية للنسيج الجمعوي” إلى “تعزيز قدرات الجمعيات وتبني التخطيط الإستراتيجي والتقييم المؤسساتي”، أما ربيع أوطال فيقترح في منجزه “التمثلات الاجتماعية حول الحكم المحلي ودوره في حل الأزمات السياسية: مقاربة سوسيولوجية لجهة الساقية الحمراء ووادي الذهب” تفعيل “الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية كوسيلة للاستقرار، مع احترام الخصوصيات الثقافية”؛ في حين يكشف محمد الراضي في دراسته عن “التنظيمات الجمعوية والفاعلة ودورها في تنمية الموارد الترابية: حالة جمعية مستعملي الماء بقطاع تادلة” أن “غياب التنسيق بين الجمعيات والمؤسسات يعيق الفعل التشاركي”.

وتبين مليكة موحتي، في دراسة بعنوان “تنظيمات المجتمع المدني وحكامة إنتاج المدينة بالمغرب: المدينة الجديدة ‘تامسنا’ نموذجا”، “استمرار تهميش المجتمع المدني في السياق الحضري”، رغم تبنّي خطاب “الحكامة التشاركية”.

وفي الفصل الرابع المهتم بدينامية الفعل الجمعوي في قطاعات حيوية، وتعقيدات العلاقة بين الطموحات التحديثية والقيود البنيوية، يتناول كل من حوسى أزارو وعبد الهادي الحلحولي، في عملهما “المجتمع المدني وآليات تدبير الإعاقة بالمغرب: بين ثقافة الرعاية والمناولة الجمعوية للتنمية الاجتماعية”، تحوّل جمعيات الإعاقة إلى منفذ لسياسات خارجية، ما يكرّس منطق “المناولة” ويُسهم في تسليع الإعاقة، داعيين إلى مقاربات تكرّس كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة. بينما يبرز محمد الإدريسي في دراسته عن “العمل الجمعوي والتجربة المدرسية: تدبير الفعل الجمعي المنظم على محك صناعة النجاح المدرسي، دروس من حالة مدينة الزمامرة جمعيات آباء وأمهات التلاميذ بالزمامرة”، كيف تسهم هذه الجمعيات، رغم خطابها التقدمي، في إعادة إنتاج التفاوتات التعليمية بتحالفها مع المدرسة التقليدية.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا