وضع تصنيف جديد لمنصة “ذو أفريكان إكسبوننت” المتخصصة في التصنيفات والتحليلات الاقتصادية مدن الدار البيضاء ومراكش وأكادير ضمن الحواضر الإفريقية التي تتمتع بأفضل نظم النقل السريع بالحافلات (BRT) برسم سنة 2025.
وأكد تقرير للمنصة ذاتها أن “المغرب يتميز في منطقة شمال إفريقيا بتبنيه عدة أنظمة للنقل السريع بالحافلات (BRT) في المراكز الحضرية الرئيسية، فقد استثمرت كل من الدار البيضاء ومراكش وأكادير بشكل كبير في شبكات حافلات منظمة وعالية السعة، ما يعكس الدفع الإستراتيجي للحكومة نحو تنقل حضري حديث وفعّال”.
وأضاف المصدر ذاته أن “نظام ‘الباسواي’ في الدار البيضاء، الذي تم افتتاحه في مارس من العام الماضي، يُعد من ضمن الأكبر والأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية، بينما يكمل نظام BRT في مراكش (المفتوح منذ سبتمبر 2017) ونظام ‘ترامباص’ في أكادير الجهود الوطنية الرامية إلى الحد من الازدحام، وتحسين تجربة الركاب، ودمج النقل مع تخطيط التنمية الحضرية”.
وأوضحت منصة “ذو أفريكان إكسبوننت” أن “اختيار ممرات هذه الأنظمة ركز على المناطق ذات الكثافة العالية للركاب واختناقات المرور؛ فعلى سبيل المثال يولي نظام ‘الباسواي’ في الدار البيضاء الأولوية للمسارات التي تربط الضواحي المكتظة بالسكان بالمراكز التجارية، بينما يركز نظام مراكش على ممرات السياحة ومسارات التنقل المحلية ذات التردد العالي، ويعالج نظام أكادير كلا من الطلب السياحي الموسمي واحتياجات التنقل السكني المحلي، ما يعكس المرونة في التصميم والإستراتيجية التشغيلية”.
وشدد التقرير على أن “الكفاءة التشغيلية تعد من أبرز سمات نهج المغرب في نظم النقل السريع بالحافلات، فجميع الأنظمة الثلاثة تتميز بممرات مخصصة، وأسطول حديث، وتتبع GPS في الوقت الفعلي، وبنية تحتية للمحطات صممت لراحة وسلامة الركاب”، وزاد: “يظل تطبيق حصرية الممرات أمراً حاسماً، ولا سيما في الدار البيضاء، حيث يمثل الازدحام الحضري وتداخل السيارات الخاصة تحدياً أمام سلاسة العمليات”، مشيراً إلى أن “السلطات تتابع باستمرار تدفقات المرور وبيانات الركاب لتحسين المسارات والجداول الزمنية وتوزيع الأسطول، بما يضمن كلا من الموثوقية وقابلية التوسع مع نمو الطلب الحضري”.
وأبرز المستند ذاته أن “شبكة النقل السريع بالحافلات في المغرب تعكس رؤية مستقبلية للتنقل الحضري في شمال إفريقيا؛ فمن خلال الجمع بين الاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا والحكامة لا تعمل هذه الأنظمة على تخفيف الازدحام فحسب، بل تدعم أيضاً أهداف تخطيط المدن الأوسع، والإنتاجية الاقتصادية، والتنمية المستدامة”، مردفا: “وتجسد الدار البيضاء ومراكش وأكادير معاً كيف يمكن للتخطيط المنسق والتنفيذ متعدد المدن أن يضع المغرب في موقع الريادة الإقليمية في مجال النقل الحضري المنظم وعالي السعة”.
وخلص تقرير المنصة سالفة الذكر إلى أن “المدن التي تمتلك سياسات نقل حضرية واضحة، وتمويلاً مستمراً، وشراكات بين القطاعين العام والخاص، حافظت على تشغيل نظم BRT عالية الجودة وفعالة، وفي المقابل يمكن أن تحد الرقابة غير المنتظمة أو التأخير في التنفيذ من فعالية الأنظمة حتى لو كانت تقنية متقدمة”.
المصدر:
هسبريس