في عشرة مجلدات، صدر جديد الفقيه مولود السريري، الأصولي المشرف على أحد أبرز المدارس العتيقة المغربية “مدرسة تنكرت العلمية”، وهو موسوعة “شرح المستصفى في أصول الفقه” لأبي حامد الغزالي، الشرح الأول من نوعه الذي يغطّي “المستصفى” كاملا.
الموسوعة الأصولية الصادرة عن دار نقطة للنشر والتوزيع بلبنان، سيكون مفتتح عرضها في معرض القاهرة الدولي للكتاب بمصر، ومن المرتقب أن تصل إلى المغرب وتوزع في سائر البلدان ومعارض الكتب بعد ذلك.
وفي تعريف الشرح الجديد، قال مركز الصدى للدراسات، إنه يأتي “وفاءً لأحد أعمدة التأليف الأصولي، وهو كتاب المستصفى للإمام أبي حامد الغزالي، تلميذ إمام الحرمين الجويني، حيث سعى الشارح إلى إعادة تقديم هذا المتن الأصولي الكبير بروح علمية تعليمية، تجمع بين التحقيق والتأصيل، وتربط المتعلم المعاصر بجذور علم أصول الفقه ومناهجه الراسخة”.
وتابع المركز البحثي: “هذا العمل العلمي الموسوعي إضافةٌ نوعية ووازنة إلى خزانة الدراسات الأصولية في العالم الإسلامي (…) ويتميّز بجملة من الخصائص العلمية، من أبرزها: تبسيط العبارة الأصولية دون تفريط في عمقها، وربط القواعد النظرية بتطبيقاتها الفقهية، وتحرير محل النزاع في المسائل الدقيقة، وتقريب مقاصد الإمام الغزالي بلغة واضحة ومنهج تربوي رصين، مع مراعاة الشرح حاجات طلبة التعليم الشرعي والمدرّسين والباحثين، في المشرق والمغرب، فجاء جامعا بين الأصالة والمنهجية التعليمية”.
وبالتالي، فإن شرح السريري للمستصفى “ليس مجرد شرح تقليدي، بل إسهام علمي منهجي يعين على حسن الفهم، ويدرّب على ملكة الاستنباط، ويحصّن الدارس من القراءات السطحية للأحكام الشرعية، مما يجعل هذا الإصدار من أبرز الإضافات الحديثة إلى المكتبة الأصولية المعاصرة”.
وقد شهد صدور موسوعة السريري الأصولية الجديدة تفاعلا واسعا في المغرب والمشرق، من بينه ما وضح طريقة إعداد هذا العمل الصادر في عشرة أجزاء، حيث قال الباحث يونس العدلاني: “منهج شيخنا السريري في شرحه متون المعرفة الأصولية هو تسويد الشرح، ثم يدفعه عبر أنصبة لطلبته لينظروا فيه، من حيث يسر الفهم لمسائل الكتاب وقضاياه، من خلال شرحه عليها، فإن اجتمعت كلمتهم على يسر الفهم وسهولته، أثبته في الشرح، وإلا زاده بيانا وشرحا، كما كان ينهج مع شرحه لكتاب ‘مفتاح الوصول’ للتلمساني”.
أما الباحث محمد بن إدريس العلمي فوصف الإصدار الجديد بـ”العلق النفيس”، مردفا أن مرّد هذا الوصف إلى أن “الغرض من الشرح ليس بيان الألفاظ، ولمّ الانتشار في مباحث الكتاب، إنما تحقيق المسائل، وعرضها على مشرح المراجعة والتحرير. ولذلك، تستحق بعض الموضوعات التأصيلية قراءة تخلد النظر بفهم المتأخرين وما اجتمع لديهم من العلوم والمعارف والنوازل، وهذا هو المقصد الأساس من الشروح، خصوصا منها المطولات، وهذا شيء نادر في هذا الزمان الذي مال إلى الاختصار والتكثيف”.
المصدر:
هسبريس