آخر الأخبار

عاشت ليلة عصيبة .. سيول طوفانية تجتاح قصر المنقارة بالجرف نواحي الرشيدية

شارك

عاش سكان قصر المنقارة، التابع لجماعة الجرف بإقليم الرشيدية، ليلة عصيبة جراء السيول الطوفانية التي اجتاحت المنطقة خلال الساعات المتأخرة من الليل، عقب تساقطات مطرية قوية عرفها الإقليم، ما أدى إلى تسرب المياه إلى عدد من المنازل وتسجيل خسائر مادية متفاوتة.

وحسب مصادر محلية، فقد فاض أحد الأودية المجاورة للقصر بشكل مفاجئ، متسببا في تدفق كميات كبيرة من المياه والأوحال داخل الأزقة الضيقة، الأمر الذي حاصر عددا من الأسر داخل منازلها، وأثار حالة من الهلع والخوف في صفوف الأطفال والنساء، خاصة في ظل الظلام وانعدام وسائل التدخل السريع في بعض اللحظات.

وأفادت مصادر من عين المكان أن السيول خلفت أضرارا مادية بعدد من المساكن المبنية بالطين، حيث تضررت جدران وأسقف منازل، فيما غمرت المياه عددا الأزقة، دون تسجيل خسائر في الأرواح، بفضل يقظة الساكنة وتدخل بعض الفاعلين المدنيين بالمنطقة.

وأكدت المصادر أن هذا الحادث يعيد إلى الواجهة إشكالية هشاشة البنية التحتية بعدد من القصور والواحات بإقليم الرشيدية، وغياب منشآت وقائية كفيلة بحماية الساكنة من مخاطر السيول، ما يستدعي تسريع وتيرة إنجاز مشاريع تهيئة الأودية وتعزيز شبكات تصريف مياه الأمطار، تفاديا لتكرار هذه السيناريوهات المأساوية.

وشددت على ضرورة تدخل الحكومة من أجل إعتبار المنطقة منكوبة، حتى تستفيد من صندوق الكوارث الطبيعية، ويتم تمكين المتضررين، خصوصا من انهارت منازلهم أو أصبحت مهددة بالانهيار، من التعويض والدعم المستعجل لإعادة الإيواء والإعمار، مع تحمل السلطات المحلية مسؤوليتها فيما وقع، كلٌّ حسب اختصاصه، سواء على مستوى الاستباق، أو المراقبة، أو التدخل في الوقت المناسب.

وحملت المصادر عينها غرفة الفلاحة بدورها مسؤولية مواكبة الفلاحين المتضررين، والدفاع عن مصالحهم، وتقييم الخسائر التي لحقت بالواحة والضرب على أيادي الضيعات المسببة في ذلك، والعمل على إدماج المنطقة في برامج الدعم والتعويض.

كما حملت كذلك المجلس الجماعي مسؤولية التخطيط المجالي، وصيانة البنيات التحتية، وحماية مجاري المياه، واتخاذ الإجراءات الوقائية الكفيلة بتفادي تكرار مثل هذه الكوارث، حيث سبق لرئيس المجلس أو وعد ببناء الحائط الوقائي، والبحيرة أكثر من مرة، بل على أساسها بنى حملته الانتخابية.

وجددت المصادر تأكيدها على أن وكالة تنمية الواحات وشجر الأركان يقع على عاتقها دور أساسي في حماية المنظومة الواحية، وصيانة الخطارات، وتمويل المشاريع الوقائية، بدل الاكتفاء بالتدخل بعد وقوع الضرر، مسجلة أن صندوق الكوارث الطبيعية تعد أداة محورية للتخفيف من آثار ما حدث، غير أن فعاليته تبقى رهينة بسرعة تفعيل مساطره، وعدالة توزيع تعويضاته، وربطها بالمسؤولية والوقاية المستقبلية.

وخلصت المصادر إلى أن ما جرى ليس قدرا معزولا عن الفعل البشري، بل نتيجة تراكم اختلالات في التدبير، وهو ما يستوجب المحاسبة، والتعويض العادل، ووضع رؤية وقائية حقيقية تحفظ الإنسان والمجال، وتعيد الاعتبار للواحة كتراث طبيعي وإنساني مشترك.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا