أكد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، أن المملكة حققت خلال العقود الأخيرة تقدما ملموسا في تمكين النساء وإنصافهن، مشيرا إلى الإصلاحات الدستورية والقوانين التي كرست المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق الأساسية والحريات، مؤكدا أن التقدم المحرز يجب أن يكون مدخلا للعمل المستمر لتعزيز تطبيق أحكام الدستور وتحقيق طموحات المجتمع ونساء المغرب في المناصفة.
واعتبر الطالبي العلمي، اليوم الأربعاء خلال افتتاح الدورة الثانية للمنتدى البرلماني السنوي للمساواة والمناصفة، أن ما تحقق من تقدم سياسي واجتماعي لا يزال غير كاف ويستدعي مواصلة العمل لتغيير التمثلات المجتمعية حول قضية المساواة والمناصفة وتحويل هذا المبدأ إلى مكون ثقافي وسلوك اجتماعي يلتزم به الجميع، بما في ذلك الفاعلون السياسيون والمؤسساتيون والمدنيون.
وذكر رئيس المجلس النواب، بأبرز الإصلاحات التي أنجزها المغرب، من بينها مدونة الأسرة، التي جعلت المسؤولية مشتركة بين أطراف الأسرة ومكنت النساء من المشاركة على قدم المساواة في اتخاذ القرار الأسري وتدبير أحوال الأسرة، إضافة إلى مراجعة المدونة سنة 2023 وفق منهجية تشاركية مع جميع مكونات المجتمع.
كما أشار إلى التشريعات المتقدمة لحماية النساء من العنف، وسياسات التمييز الايجابي التي مكنت النساء من ولوج مراكز القرار والمؤسسات التمثيلية على المستوى الوطني والترابي، وبرامج التنمية العمومية التي جعلت المرأة في صلب التنمية، إضافة إلى حرص الدولة على تمكين النساء من مراكز القرار التنفيذي مركزيا وترابيا.
وتناول الطالبي العلمي دور السياسات الإرادية في التعليم، حيث ارتفعت نسبة الطفلات اللواتي يلجَن التعليم الأولي خلال سبع سنوات إلى 93 في المائة، إضافة إلى برامج التحفيز الاقتصادي للنساء، حيث ارتفع عدد النساء العاملات في الاقتصاد الاجتماعي إلى أكثر من 270 ألف سيدة، الأغلبية في الوسط القروي.
وأكد الطالبي العلمي أن عدد النساء في مجلس النواب ارتفع من نائبتين سنة 1993 إلى 96 سيدة حاليا بنسبة 24,3 في المائة، فيما ارتفعت نسب عضوية النساء في المجالس الجهوية من 2,21% سنة 2009 إلى 38,5% سنة 2021، وفي المجالس الإقليمية من 2,25% إلى 35,6% خلال نفس الفترة، وفي الجماعات المحلية من 12,33% سنة 2009 إلى 26,64% حاليا.
وأوضح أن هذه المكاسب تمثل مؤشرات ملموسة على تطور التمكين السياسي للنساء، ويجب أن تُستثمر في بناء النخب النسائية وصيانة الخبرات المكتسبة، وتحفيز النساء اللواتي أنهين فترة انتدابهن على مواصلة المساهمة في العمل العام، بما يعزز التنمية والتقدم والديمقراطية التمثيلية.
وأكد رئيس المجلس أن التمكين السياسي للنساء يمثل استثمارا للكفاءات والطاقات الوطنية، ويشكل ضرورة للتنمية المحتاجة إلى ذكاء وقدرات نساء المغرب وشبابه، داعيا إلى تعزيز الإصلاحات وصعود المغرب متعدد الأوجه تحت الرعاية الملكية السامية.
وسجل الطالبي العلمي، أن المنتدى يشكل حلقة جديدة في مسار التفكير الجماعي لتحقيق مكاسب إضافية في إطار التوافق السياسي والاجتماعي، بما يعزز الإصلاحات ويقوي مسار الديمقراطية التمثيلية في المملكة.
المصدر:
العمق