في أجواء احتفالية مفعمة بالتقدير للفن السابع، خصص المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ليلة الجمعة، تكريما خاصا للمخرج المكسيكي العالمي غيييرمو ديل تورو، أحد أبرز صناع السينما المعاصرة وصاحب البصمة البصرية التي مزجت بين الرعب والفانتازيا والخيال بطريقة جعلته مدرسة قائمة بذاتها.
وعبر ديل تورو، خلال كلمته من على منصة قاعة السفراء بقصر المؤتمرات، عن سعادته الكبيرة بهذا الاحتفاء، قائلا إن تكريمه في مراكش يعد “شرفا بالغا” ولحظة يعتز بها في مساره، مؤكدا أن المهرجان من أعظم التظاهرات السينمائية في العالم.
وبتأثر شديد وجّه المخرج المكسيكي، خلال تسلمه الدرع التكريمي من الممثلة الإسبانية ماريبل بيردو، شكره إلى الأمير مولاي رشيد على رئاسته للمهرجان، وعلى ما يقدمه من دعم لضيوف الدورة.
كما نوه بالدعوة التي تلقاها من إدارة المهرجان، معتبرا أنها تؤكد قيمة هذا الفضاء الذي يجمع صناع الأفلام على المحبة والصداقة، ويمنحهم فرصة الاحتفاء بفن الحكي دون الانشغال ببريق الشهرة وضغوط الصناعة.
وقال ديل تورو إن التكريم يكتسب معنى خاصا عندما يأتي تتويجا لمسار طويل ظل فيه الفنان وفيا لعوالمه وأفكاره التي ميزت أعماله، مضيفا: “حين تكرم لأنك تفعل ما تحب، فإن هذا الامتنان يصبح أقرب إلى الروح”.
ويعد ديل تورو واحدا من أبرز المخرجين الذين تركوا أثرا عميقا في السينما الحديثة، توج بجائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة عن عمله الخاص بتقنية إيقاف الحركة “بينوكيو غيييرمو ديل تورو”، الذي أخرجه بالشراكة مع الراحل مارك غوستافسون.
ولا يقتصر حضور ديل تورو في السينما على الإخراج فقط، فهو أيضا منتج وكاتب سيناريو وروائي ومرشد فني، وأحد أبرز المدافعين عن حرية الإبداع داخل الصناعة الهوليوودية.
وبهذا التكريم، يواصل مهرجان مراكش ترسيخ مكانته كمنصة للاعتراف بالإبداع السينمائي العالمي وفضاء يحتفي بالمسارات الفنية التي أسهمت في تشكيل تاريخ السينما.
ولم يقتصر التكريم في هذه الدورة على ديل تورو وحده، بل شمل أسماء وازنة أعطت الكثير للسينما العالمية، من بينها الممثل المصري حسين فهمي، والممثلة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر، والممثلة المغربية راوية، في اعتراف مستحق بما خطوه من مسارات راسخة وأدوار تركت أثرها في ذاكرة الجمهور.
المصدر:
هسبريس