أطلقت شركة “سنلام” حملة تواصلية لافتة اختارت لها مدخلا غير مألوف، بعدما ظهرت على منصات التواصل ملصقات غامضة لفيلم يحمل عنوان “الحياة”، نشرت عبر حسابات مجهولة ودون أي معطيات توضيحية حول طبيعة العمل أو أصحابه. وأثار هذا الأسلوب فضول المتابعين، ودفع كُثُرا إلى البحث عن خلفيات الملصق ومحاولة فك رموزه.
وفتحت اللمسة البصرية الداكنة والهادئة التي ميزت الملصق، وموضوعه المتصل بظاهرة عالمية واسعة الانتشار مثل “الإفراط في التفكير” (Overthinking)، بابا واسعا للنقاش حول المعنى الحقيقي للعمل، خصوصا أن الصياغة البصرية بدت مرتكزة على استحضار تلك اللحظات التي يغرق فيها الأفراد في سيناريوهات ذهنية معقدة قد لا تقع أبدا في الواقع.
ومع الكشف التدريجي عن الحملة، برزت “سنلام” بشكل فريد وراء هذه المبادرة، التي اتخذت شكل فيلم يهدف إلى تصوير حالة نفسية يعيشها كثير من المغاربة، حين تتسع دائرة الافتراضات السلبية وتتحول إلى مصدر ضغط داخلي. ويقدم العمل مشاهد تحاكي ما يختلج داخل الذهن عندما يصبح الخوف من المجهول أكبر من الوقائع الفعلية.
الحملة لا تتوجه في جوهرها نحو ترويج تقني أو تجاري مباشر، بل تسعى إلى ملامسة إشكالية إنسانية قريبة من التجربة اليومية للناس، بحيث تطرح تساؤلات من قبيل: “كيف يمكن للقلق المتخيل أن يسيطر على قرارات الناس ويعزلهم عن اللحظة الحقيقية التي يعيشونها؟”.
ومن خلال هذه المقاربة، استعرض الفيلم الجديد فكرة بسيطة، لكنها ذات بعد عميق، تتمثل في التخفيف من الأعباء الذهنية الزائدة، والعودة إلى الثقة في الواقع بدل الوقوع في فخ “الأفلام” التي يصنعها العقل.
وبذلك، انتقلت الحملة من الغموض الأولي إلى خطاب يلامس جوهر تجربة بشرية يشترك فيها الجميع، مقدمة الفيلم كأداة لتسليط الضوء على قلق يومي، كثيرا ما يمر من دون انتباه، مؤكدة أن الشعور بالطمأنينة ليس ترفا، بل حاجة أساسية في مواجهة ضغوط الحياة الحديثة.
المصدر:
هسبريس