آخر الأخبار

سيمفونية المغرب تغري مارسيل خليفة

شارك

نصبت أكاديمية المملكة المغربية الموسيقار مارسيل خليفة عضوا شرفيا بها، وألقى خطاب تنصيبه، الأربعاء بمقرها بالرباط، قائلا إنه مازال يكتب ويمزق غنائية مغربية يعدها أندلسية أمازيغية إفريقية، “وهي رغبة وارفة لترك أثر من تجربتي في هذه البلاد”، مردفا: “في نفسي جنون لسيمفونية المغرب التي بدأت كتابتها وتنقيحها”.

مصدر الصورة

وعاد مارسيل خليفة إلى طفولته وهو يسمع في طريق المدرسة “صوت الريح يدخل في ثقوب قصب الغزار”، ثم وهو ينشد في الجوقة والإيقاع ينبض “خفقةً خفقة في قلبي”، ثم الإنشاد صغيرا بحضور الرئيس “الذي لم يعبأ بأصواتنا”، ثم “عندما أصبح النسيم ريحا”، فـ”سكنتني فتنة الموسيقى”.

“وبما أن الوقت يضيق والمكان، وما قد مضى مضى، فوحدها الموسيقى حررتني من الزمن، والآن مرت خمسون سنة من الموسيقى والالتزام بالحالة الجماعية. وكانَ المسيرُ، ربما مسيرة جيل بأكمله أرهقته السياسة، والحروب، وخذلته الشعارات الكبرى”، يورد الفنان ذاته، مردفا: “وهكذا توالت الانتقالات من الصوت الواحد والعود إلى الأوركسترا، ومن صوت يخاطب جماعة بصيغة المفرد والفرد الذي يحيا بصيغة المتعدد… والتأملات في أن الموسيقى مشروع، يتورط بأسئلة العصر، مثل الهجانة، والأصالة، والبينية، واستنبات الموروث… ربما بحثا عن أصالة ما في برية الوجدان الإنساني…”.

مصدر الصورة

وحول كتابته الموسيقى ذكر مارسيل خليفة أنه يدع النص الموسيقي يخرج دون أن يرهقه بقواعد وأصول، وزاد: “لست رقيبا على الكتابة الموسيقية… أكتب ما يحلو لي في ومضة زمان عجل لا ينتظر”، وواصل: “أكتب لأبرأ من وحشة الصمت، في المرأة والوردة وما في الخيال والقصيدة… لأحرض الناس على التوهج، وبلوغ النشوة، مع الكائن الذي يمضي بعيدا، وأرنو إلى أفق تأخذني له الموسيقى”.

ولا يرى خليفة الموسيقى ترفا، بل هي “عملية مواجهة ومحاولة لتغيير الإنسان والكون”، قائلا: “لا أعرف كيف أكتب الموسيقى كما لا يعرف الطفل كيف يبدأ الحبو ولا السمكة كيف تسبح (…) هي زلزال يضربنا، ولا نكون في انتظاره، وهي نوع من الانبثاق الداخلي”.

مصدر الصورة

ويتأمل الموسيقار يومه باستحضار أمسه، موردا: “طفلا أحببت الموسيقى، ولم أظن أني سأصل إلى حد الحرفة”؛ وحتى اليوم فهو بين “الهواية والحرفة”؛ فـ”الاحتراف يعني أخذها بمسؤوليتها وجديتها، والهواية ألا تكون موظفا موسيقيا (…) وأنا بينهما”.

ويرى مارسيل خليفة أن “القلق هو الشق الأهم في الإبداع”، مضيفا: “سواء انتهى إلى عدمية أو تمجيد الخالق (…) ففي القلق الشخصي بطولة… قد ينتهي إلى عمل يؤثر أو لا يؤثر في الآخرين، هو انفعال فيه شيء من الرفض، وكشفٌ لحقيقة الواقع الإنساني، ويعمل بدافع يأتي من داخل الفرد، وقلق علينا اللجوء إليه، والجمال الذي خيّل لنا فقده، ويقيم هنا في عزلتنا وانتظاراتنا، في الكائن الماضي وحيدا، الذي يحاول تجاوز ذاته في لحظات الموت الخاص، في غمرة الفساد والسلطات المطلقة ووسائل التواصل الاجتماعي …”.

مصدر الصورة

ورغم كل القلق، وسطوة الواقع، وخذلان الشعارات، فإن الموسيقي مارسيل خليفة يختم بتوصية وعهد: “على الفن التمسك بدوره البطولي الخلاق”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا