في خطاب تنصيبها عضوا بأكاديمية المملكة المغربية، قالت أنجيليكا نوسبرغ، الأكاديمية والقاضية الألمانية السابقة بالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، إن القانون الدولي “لا يوقف الحروب” لأن “المحاكم تصبح بدون قوة عندما تقطع الدبابات الحدود”، لكنها دافعت عن استمرار أهمية القانون “بعد انتهاء الحروب”.
وأضافت أن هذا يظهر حتى في الوقت الراهن، في ظل شكوى جنوب إفريقيا بإسرائيل، وعدم وقف الحرب رغم القرارات، وكذلك في حالة حرب روسيا على أوكرانيا، ثم عادت إلى دروس الماضي مع محاكمة النازيين في المحاكمات المعروفة بنورمبرغ، وصولا إلى المحاكم الشعبية لإبادة رواندا، ويوغوسلافيا السابقة.
القاضية التي سبق أن عالجت محاكماتِ جرائم حرب، ذكرت أن من دروس محاكمات ما بعد الحرب أن “العدالة مهمة، خاصة في حصيلة الحروب”، وتعني الكثير “للضحايا ومعاناتهم وبراءتهم وتعويضهم إن أمكن، ومواجهة المعتدين”، كما أنها تكون مهمة للدول وتوكيد “من على حق ومن على خطأ”.
وتابعت القاضية مستحضرة دروس متابعتها مجموعة من القضايا من هذا القبيل: “المال مسألة ثانوية في العدالة، فلا مبلغ يعوض قتل قريبٍ”، مردفة: “لا ينبغي أن نقلل من الأهمية الأيقونية للمحكمة؛ لأنها تجعل القائمين بالجرم ضعفاء، وتجبرهم على الاستماع لضحاياهم”.
وواصلت عضو أكاديمية المملكة المغربية بأن محاكمة جرائم الحرب تساعد في “صياغة السردية التاريخية للمستقبل والشباب”، وتوفّر “مرجعا لرؤية الماضي”، كما أنها تبين “أهمية الكلمات” مثل “الإبادة” و”الجريمة ضد الإنسانية” و”جريمة الحرب”؛ فـ”القتل ليس كله واحدا”.
ومن بين ما نبهت إليه القاضية أن “زمن المحاكمة مسألة محورية”؛ لأنه مهما كان الحكم النهائي، فإن “العدالة تُرى بأنها لم تتمّ إذا استمرت المحاكمة عقودا”، وهو ما دفعها إلى طلب “تقريب الهوة بين القانون والعاطفة”.
وختمت أنجيليكا نوسبرغ خطاب ترسيمها عضوا بأكاديمية المملكة بأن: “حتى العدالة غير المثالية أحسن من عدم العدالة؛ لأن الإفلات من العقاب يدمر نسيج الإنسانية”.
المصدر:
هسبريس