قال ميرو كوفاتش، وزير الخارجية الكرواتي السابق، إن المغرب قد “نجح في جعل رؤيته بشأن الصحراء تحظى بالتأييد والدعم من قبل مجلس الأمن”.
وفي تصريح لهسبريس على هامش ندوة “العالم على حافة الهاوية.. هل ما زال ينبغي الإيمان بالعقل؟” برحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، اليوم الأربعاء، أضاف كوفاتش أن هذه الرؤية تتبناها دول أوروبية عديدة وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرا أنها “سياسة ذكية، طويلة الأمد، ومُخطط لها، يقودها الملك محمد السادس”.
وتابع وزير الخارجية الكرواتي السابق: “لدي قناعة تامة بأن المغرب يدير سياسة خارجية تتسم ببراعة وحنكة فائقتين. كما يتبع المغرب سياسة اقتصادية ماهرة جدا، ويسير في طريق التنمية المستدامة. هذا النهج يعكس وجود تفكير بعيد المدى ومُخطط له بعناية”.
وأورد الدبلوماسي المخضرم: “في مجال السياسة الخارجية، يمكننا أن نلاحظ أن حنكة المغرب ظهرت بوضوح على مدار الثلاثين عاما الماضية”، مبينا أن العلاقات المغربية-الكرواتية “تعيش على وقع التطور، وتحتاج إلى دفعة قوية على المستوى الاقتصادي”.
وأشار المتحدث إلى أنه سعيد مجددا بالعودة إلى المغرب، لمخاطبة الطلاب والأساتذة، تحديدا بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والاجتماعية بسلا، موضحا أن مداخلته في موضوع “تحول النظام العالمي” والقضايا الناجمة عن هذه التغيرات الهيكلية تطرح تساؤلا جوهريا حول “ما إذا كان لا يزال بوسعنا الإيمان بالمنطق والعقلانية في الشؤون الدولية؟”.
من جهته، أفاد مصطفى المشرفي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، بأن هذه الندوة الفكرية، التي تشهد حضور وزير خارجية سابق لدولة كرواتيا، تأتي في إطار جهود الكلية لتنويع الأنشطة العلمية والانفتاح على الخبرات الدولية والأكاديمية الرفيعة.
وأضاف المشرفي، في تصريح لهسبريس، أن محور الندوة هو “التحولات في النظام العالمي الجديد”؛ وهي إشكاليات لا يمكن فهمها بشكل صحيح بمعزل عن التجربة الميدانية. ولهذا، ارتأت الكلية استضافة دبلوماسيين يمتلكون، إلى جانب الخبرة السياسية، مستوى فكريا ونظريا معمقا”، مبرزا أن “هذا الدمج بين الشق النظري والخبرة العملية ضروري لفهم تحديات العولمة”.
وتابع عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا: “ما يميز هذا اللقاء هو أن الوزير الكرواتي السابق هو صديق للمغرب، وأيضا أستاذ جامعي متخصص في العلاقات الدولية بإحدى الجامعات الكرواتية”، لافتا إلى أن “هذا الجمع بين الحنكة الميدانية في الدبلوماسية والبعد الفكري والنظري يشكل إضافة نوعية للطلبة، كما يعطي ذلك صورة إيجابية عن الجامعة ودورها الأكاديمي.
وسجل المصرح عينه: “تتيح هذه الندوة للطلاب فرصة فريدة للتواصل المباشر مع الوزير الضيف، وطرح الأسئلة لفهم الإشكاليات الكبرى التي يواجهها العالم. إن هذا التفاعل يعد جانبا مهما وأساسيا في تكوين الطلاب وتطوير وعيهم بالقضايا الدولية المعاصرة. ويسهم اللقاء في دعم مستوى البحث العلمي المقدم في الكلية”.
المصدر:
هسبريس