قالت فاطمة حسن الرميحي، مديرة مهرجان الدوحة السينمائي 2025 الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام، إن اختيار المغربي فوزي بنسعيدي ضمن قائمة أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام الطويلة للمهرجان يعترف بمختلف “إسهاماته الفنية”، لكونه “من أبرز وأفضل المخرجين، ليس في المغرب فقط، بل في مختلف أقطار شمال إفريقيا والشرق الأوسط”.
وأضافت الرميحي، تفاعلاً مع سؤال لهسبريس حول الموضوع أمس الأربعاء، أن “المؤسسة اشتغلت معه أكثر من مرة، وكان اختياره ضمن قائمة تضم خمسة من المبدعين البارزين في السينما العالمية لتحكيم 13 عملاً مشاركاً مسألة بديهية”، مسجلة أنه “مخرج مخضرم يمثلنا في كل أقطار العالم”، وتابعت: “كنا نأمل أن يكون معنا حقّا هذه السنة، وقد غاب لظروف شخصية، لكن مكانه موجود في الدورات القادمة من المهرجان”.
وخلال لقاء مع الصحافة، انعقد ضمن الفعالية ذاتها، تطرقت المسؤولة الثقافية القطرية إلى التعاونات الممكنة مع مهرجانات أخرى، مسجلة “وجود احترام كبير لجميع الملتقيات السينمائية في المنطقة”؛ “فلكلٍّ منها قيمتها المضافة بالنسبة للمخرجين وللصناعة السينمائية ككل”، وموردة أن “مهرجان الدوحة لا يراهن على الاختلاف لمجرد الاختلاف، بل يركّز على جدّة المضمون المقدّم للحاضرين”.
وأشارت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام التي تنظم المهرجان إلى أنّ “التركيز والتفكير العميق يقودان عادةً إلى اكتشاف ما يميز كل تجربة وتوقيعها الخاص”، معتبرة أن “التجارب القادمة ستواصل الطرح نفسه الذي كان حاضراً لدى الهيئة السينمائية القطرية؛ وهو أن تعكس مختلف المبادرات شخصيةَ القطريين وحبهم للسينما، باستحضار دائم لمبدأ استفادة الجمهور من هذه المحافل لتصله المحتويات بطريقة مميزة”.
وأبرزت الرميحي أن “التجربة الممتدة على مدى 15 سنة للمؤسسة وانعكاسها في ملتقى ‘قمرة’ ومهرجان ‘أجيال’ أثبتت تقديم أعمال نابعة من شغف حقيقي بالسينما، وأن مختلف الجماهير استفادت من هذه الفعاليات”، وزادت: “عملنا على هذا المنوال بطريقة مختلفة حتى على مستوى البرمجة والمضامين والمشاركين، مع متابعة آراء النقاد والمهنيين والإعلاميين المهتمين لاتخاذها مرجعاً للدورات المقبلة”.
كما اعتبرت المتحدثة أن “عمل المهرجانات يجب أن يكون مختلفاً ومتنوعاً، لأن الغاية الأساسية هي وصول الأفلام والمخرجين إلى شاشات عرض متعددة وفي مناطق مختلفة من العالم”، موضحة أن “هذا التنوع ضروري لضمان حضور سينمائي واسع وتبادل خبرات حقيقي يخدم الصناعة برمّتها”، ومردفة بأن “المناقشات مستمرة مع مديري المهرجانات الأخرى حول أفضل الطرق لتقديم الأفلام، وأفضل خريطة لتوزيع حضورها بما يخدمها بالشكل الأمثل”.
وأضافت الرميحي أن “التعاون بين المهرجانات يسهم في إيصال الأعمال السينمائية إلى الجمهور المناسب وفي الزمن المناسب”، متطرقة كذلك لما حققه المهرجان الحالي بقولها: “وجدنا تفاعلات مهمة لُوحظت بين الحاضرين والضيوف، سواء من خلال العروض أو أيام الصناعة أو اللقاءات التي جرت”، مؤكدة “وجود حرص دائم على الاستماع إلى آراء الضيوف والمشاركين لمعرفة ما إذا كانت التوقعات تحققت”، ومعربةً عن سعادتها بالنتائج المحققة على مختلف الأصعدة.
وبخصوص الفيلم القطري “سعّود وينه؟”، أول فيلم روائي طويل في الدولة، ذكرت الرميحي: “هدف مؤسسة الدوحة منذ البداية كان التمهيد لصناعة سينمائية متكاملة في قطر. وقد عمل الفريق على تأسيس قاعدة يمكن البناء عليها مستقبلاً”، مواصلة بأن “الفيلم تجربة مهمّة لأن إنتاج فيلم روائي طويل ليس عملاً سهلاً ويحتاج إلى وقت وتجارب ومشاركات وشراكات متعددة”، متطلّعةً إلى “انطلاق أفلام جديدة من الدوحة إلى العالم في الدورات القادمة من المهرجان”.
ويُقام مهرجان الدوحة السينمائي، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، بالعاصمة القطرية من 20 إلى 28 نونبر الجاري، وتعول عليه الجهة المنظمة كي “يشكّل فصلا جديدا في مسيرة المؤسسة نحو دعم المواهب الإقليمية والقصص السينمائية الآنية والأصيلة”.
المصدر:
هسبريس