آخر الأخبار

هند المزيلي.. مهندسة ديكور تلاحق شغفها على متن دراجة نارية (صور)

شارك

في عالم ظل لسنوات حكرا على الرجال، استطاعت هند المزيلي، ابنة مدينة الدار البيضاء، أن تشق طريقها بثبات، وتصبح واحدة من أشهر سائقات الدراجات النارية من الحجم الكبير في المغرب وخارجه. هند، مهندسة الديكور التي تحوّلت إلى أيقونة للترحال والمغامرة، تسجل اليوم حضورا لافتا في فضاءات السفر والجولات الدولية، وتروي لـ “العمق” قصة بدايتها، تحدياتها، وانتصاراتها.

بداية الحلم

تقول هند إن انطلاقتها كانت سنة 2012، حين اكتشفت شغفها بدراجات الرحلات الكبيرة، غير أن الطريق لم يكن مفروشا بالورود، فقد واجهت صعوبات جمّة بحكم انتمائها لعائلة محافظة لا تتقبل بسهولة فكرة سفر فتاة وحيدة على متن دراجة نارية، أو ولوجها عالما يطغى عليه الطابع الذكوري.

مصدر الصورة

تتذكر هند تلك المرحلة قائلة: “كانت البداية صعبة.. أن أشرح لعائلتي أن هوسي بالسفر والمغامرة ليس تهورا بل حب للحياة وللاكتشاف، كان تحديا كبيرا”، لكن الإصرار كان أقوى، ومع مرور الوقت تحولت معارضة الأسرة إلى دعم وثقة، خصوصا بعدما التحقت بجمعية “Miss Maroc” النسوية التي فتحت أمامها أبواب المعرفة والتجربة، وساعدتها على بناء شبكة واسعة من العلاقات داخل مجتمع الدراجين.

أكثر من 14 سنة وهند تجوب الطرقات من أجل الشغف، وتقول إن قيادة الدراجات الكبيرة كانت حلما عاشته في مخيلتها قبل أن يتجسد واقعا، وتضيف بفخر: “لولا الدراجة، ما كنت لأصل إلى أماكن وصلت إليها، إنها أكثر من وسيلة نقل… إنها بوابة لاكتشاف الذات”.

مصدر الصورة

زارت مدنا مغربية من الشمال إلى الجنوب، قبل أن يخطفها فضول العالم الخارجي ليقودها إلى شوارع فرنسا وإيطاليا وسويسرا، وكانت رحلاتها الأولى خارج المغرب بمفردها، ومعها اكتشفت أن ارتباطها بالدراجة ليس مجرد هواية، بل علاقة روح بالحرية.

أما في إفريقيا، فقد خاضت مع مجموعات من الدراجات النسائية رحلات محفوفة بالمخاطر، صدمت خلالها وعورة الطرق والأدغال في موريتانيا والسنغال وصولا إلى غامبيا، حيث اختبرت معنى التحدي الحقيقي.

مصدر الصورة

وفي حديثها لجريدة “العمق المغربي”، تصف هند أصعب تحدياتها بالرحلة التي قامت بها من المغرب إلى سويسرا وحدها. قرار السفر اتخذته في ظرف أربعة أيام فقط، وسط ضغوطات مهنية وعائلية.

وأوضحت: “لم يستوعب أحد أنني سأسافر لوحدي، كانت مخاوفهم مشروعة، لكن الإصرار أقوى”، مؤكدة أن الرحلة من فرنسا إلى إيطاليا وصولا إلى سويسرا كانت مزيجا من البرد والمطر والثلوج والخوف… لكنها كانت أيضا رحلة لاكتشاف القوة الداخلية.

مصدر الصورة

محطة ورزازات

خلال زيارتها لمدينة ورزازات، أكدت هند لـ”العمق” أن هذه الرحلة من أجمل تجاربها، لما وجدته من طيبة السكان وكرم الضيافة، مشيرة إلى أن “أهل الجنوب من أطيب خلق الله، وتعامل السلطات المحلية كان محترما وداعما، وهذه التفاصيل الصغيرة تصنع الفرق.”

من قلب تجربتها، توجه هند رسالة إلى كل من يرغب في دخول عالم الدراجات النارية، مفادها أن الوقاية قبل كل شيء، واللباس الواقي ليس رفاهية بل ضرورة، وتضيف موجهة حديثها للآباء: قبل شراء دراجة لابنك، تأكد من نضجه ووعيه، فالمجال خطير، وفي رمشة عين قد تنقلب الأمور للأسوأ.

مصدر الصورة

وتعترف هند بأنها تحظى بتفاعل كبير في الشوارع والطرقات، إذ لا يزال مشهد فتاة تقود دراجة كبيرة يثير فضول المارة والسائقين ويبعث على الإعجاب.

ورغم التفاعل الواسع الذي تحظى به، ترى هند أن المجال لا يزال بحاجة إلى دعم أكبر من الشركات والجهات الراعية، خصوصا فيما يتعلق بدعم النساء الممارسات لهذه الرياضة، من خلال الإعلانات والرعاية، مؤكدة أن المغرب ما زال بحاجة لتعزيز هذا الجانب بشكل أكبر.

من مهندسة ديكور تحمل أقلام التصميم إلى سائقة دراجة نارية تحمل رياح الطرق على كتفيها… هذه هي هند المزيلي، امرأة مغربية كسرت التقاليد، وواجهت الخوف، وكتبت فصلا جديدا في قصص النساء المغربيات اللواتي اخترن أن يصنعن بأنفسهن طريقهن.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا