قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة والسياسات العمومية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن المثل المغربي الدارج “باش قتلتي باش تموت” ينطبق على “النظام العسكري الجزائري الذي سخر كل إمكانياته المالية والعسكرية والدبلوماسية من أجل تقسيم المملكة المغربية الشريفة”، مضيفا أنه “يشرب من نفس الكأس وزيادة حين تدور عليهم الدوائر”.
وأشار محمد بنطلحة الدكالي، في مقال له بعنوان “الجزائر.. باش قتلتي باش تموت”، إلى أن “باريس تستعد يوم 14 دجنبر 2025 لاحتضان حفل إعلان استقلال منطقة القبائل”، موردا أن هذا الإعلان “يرتكز على مراجع قانونية دولية” وأن “سياسة التخويف والترهيب التي مارسها النظام العسكري الجزائري لم تأت سوى بنتائج عكسية”، موضحا تزايد “التوتر غير المسبوق” في المناطق الجنوبية بالجزائر.
وتلك الأيام نداولها بين الناس، حيث ينطبق هذا المثل المغربي الدارج “باش قتلتي باش تموت” على النظام العسكري الجزائري الذي سخر كل إمكانياته المالية والعسكرية والدبلوماسية من أجل تقسيم المملكة المغربية الشريفة ذات التاريخ الطويل، نجده اليوم يشرب من نفس الكأس وزيادة حين تدور عليهم الدوائر… وهو مثل شديد الانطباق على دولة النظام العسكري الجزائري.
مجمل القول أن باريس تستعد، يوم 14 دجنبر2025، لاحتضان حفل إعلان استقلال منطقة القبائل، تتويجا لأكثر من عشرين عاما من العمل السياسي والمؤسساتي، كما أكدته الحركة المنظمة من أجل تقرير المصير في القبائل(MAK) والحكومة القبائلية في المنفى.
إعلان الاستقلال، حسب الجهة المنظمة، يرتكز على مراجع قانونية دولية؛ أبرزها ميثاق الأمم المتحدة، والقراران 1514 و2625، إضافة إلى رأي قانوني صدر عام 2024 عن مكتبي Brick Court Chambers وTwenty Essex Chambers ، يؤكد استيفاء الشعب القبائلي لمعايير إعلان دولة مستقلة.
ويمثل موعد باريس محطة نهائية لمسار بدأ عام2001، تلاه تأسيس الحكومة في المنفى(2010)، وتقديم مذكرة للأمم المتحدة(2017)، وإنشاء البرلمان القبائلي(2020)، ثم المصادقة على إعلان الاستقلال في أكتوبر 2025.
إن سياسة التخويف والترهيب، التي مارسها النظام العسكري الجزائري، لم تأت سوى بنتائج عكسية ولم تزد مكونات الشعب القبايلي إلا إصرارا وعزيمة على الرفع من سقف مطالبه المشروعة، معلنين أن هدفهم هو إنهاء الظلم والاحتقار والتنكر لوجود الشعب القبايلي ومحاولة طمس وجوده وهويته ولغته بالقمع والتنكيل والتهميش، ومحاولين إنهاء أطول احتلال في تاريخ إفريقيا، حيث بدأت المطالب التحررية لشعب القبائل منذ1947، مرورا بالربيع الأمازيغي سنة1980، ثم أحداث1955، وأحداث1995، وأحداث الربيع الأسود2001 التي سقط خلالها مائة وستة وعشرون قتيلا وأزيد من خمسة آلاف جريح ومائتان وأربعة معاقين مدى الحياة..
ونجد كذلك أن المناطق الجنوبية بالجزائر تعرف توترا غير مسبوق نتيجة قلاقل اجتماعية وسياسية خطيرة، كونها تعاني من الفقر والهشاشة والإقصاء في غياب أدنى مقومات الحياة الكريمة، رغم كون المنطقة غنية بالموارد الطبيعية وحقول الغاز؛ مما أدى إلى قيام تنظيمات عسكرية تدعو إلى الانفصال عن الدولة الجزائرية، مثل حركة تحرير جنوب الجزائر المنتمية لقبائل الطوارق. كما شهدت العديد من المناطق انتفاضات شعبية في ولايات الجنوب؛ ومنها ولاية ورقلة والمنيعة وبشار وتمنراست، حيث تطالب هذه الحركة بتحرير ثلث مساحة الدولة الجزائرية من أجل تأسيس كيان مستقل معززين مطلبهم بالفوارق الثقافية والهوياتية لشعب الطوارق.
نعم، إن النظام العسكري الجزائري، الذي سخر كل إمكانياته المالية والدبلوماسية من أجل تقسيم المغرب وزعزعة استقراره، يجد نفسه اليوم أمام ورطة كبرى، وسيشربون من نفس الكأس حتى الثمالة؛ لأنه وبعد انتصار المغرب التاريخي في مجلس الأمن، وبعد تطبيق الحكم الذاتي، سيتورط النظام الجزائري مع أيتامه ولقطائه الذين استقدمهم من دول مجاورة، والذين سيدخلون معه في حرب ضروس للمطالبة بإقامة دولة جديدة داخل الجزائر وعلى تراب” تندوف”… وتلك حكاية من حفر حفرة وقع فيها.. والأيام بيننا…
المصدر:
هسبريس