تنظم مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، على مدى شهر نونبر الجاري، معرضا لأهم الإصدارات المخصصة للصحراء المغربية من منظور العلوم الإنسانية والاجتماعية.
وأفادت المؤسسة، في بلاغ، بأن هذا المعرض، المنظم تحت عنوان “الصحراء المغربية في مرآة العلوم الإنسانية والاجتماعية”، يضم نماذج مختارة من الرصيد المحفوظ بمكتبة المؤسسة، باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية.
ويأتي المعرض، بحسب المصدر ذاته، في سياق إبراز الغنى التاريخي والثقافي للصحراء المغربية، باعتبارها فضاء يتقاطع فيه البعد الجغرافي والإنساني والحضاري، ومجالا حيويا لالتقاء الشمال الإفريقي بجنوبه، ولتفاعل المغرب مع محيطه المتوسطي والأطلسي عبر القرون.
ويهدف هذا المعرض، الذي يجمع بين البعد الأكاديمي والرمزي، إلى التعريف بالموروث الثقافي والفكري الغني للصحراء المغربية، وإبراز مساهمة الباحثين المغاربة والأجانب في تعميق فهم هذا الفضاء المتنوع والمتجدد، الذي يظل جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية ورافدا أساسيا من روافدها التاريخية والحضارية.
وي برز المعرض كيف كانت الصحراء المغربية، بمكوناتها الجغرافية والبشرية، موضوعا متجذرا في التراث المحلي بمختلف تجلياته الصوفية والفقهية والأدبية والتاريخية، ومصدر إلهام للرحالة الأوروبيين في القرن التاسع عشر الذين وثقوا انبهارهم بسحرها وغموضها في كتاباتهم، قبل أن تصبح مجالا خصبا لأبحاث الإثنوغرافيا والجغرافيا والدراسات الاجتماعية خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين.
وي سلط المعرض الضوء على تنوع المقاربات الأكاديمية التي تناولت الحياة الاجتماعية والثقافية بالصحراء المغربية، من دراسات حول النظام القبلي والعلاقات الاجتماعية، إلى بحوث أنثروبولوجية وسوسيولوجية حول الرموز والبنيات الثقافية واللغة، فضلا عن الأعمال الفكرية التي تناولت الأدب والفقه والتصوف والرحلات، إلى جانب الأبحاث البيئية والاقتصادية المرتبطة بموارد الماء، ون ظم الواحات، والرعي، والتحول نحو أنماط الحياة الحضرية.
كما يبرز من خلال المعروضات أيضا ما أبدعته ساكنة الصحراء من أنماط تراث مادي وغير مادي للتكيف مع تحديات الطبيعة ومتطلبات الحياة، مما جعل من الصحراء فضاء للذاكرة والإبداع الحي، ومجالا تتقاطع فيه طموحات الإنسان مع عمق التاريخ وأشواق الروح.
المصدر:
هسبريس