سجل المغرب مع نهاية شهر أكتوبر 2025، رقما قياسيا جديدا في عدد مستخدمي الإنترنت، حيث بلغ 35.5 مليون مستخدم، أي ما يعادل 92.2% من إجمالي السكان، وذلك وفقا لأحدث بيانات التقرير الرقمي الصادر عن منصة DataReportal الدولية، مما يعكس القفزة النوعية التي يشهدها المشهد الرقمي في المملكة.
ويؤكد التقرير، الذي اطلعت عليه جريدة “العمق”، أن هذا النمو الكبير يواكب التحولات العميقة التي تشهدها المملكة في مجالات التحول الرقمي وتوسيع البنية التحتية للاتصالات.
وتتجلى هذه الدينامية في ارتفاع عدد اشتراكات الهاتف المحمول إلى ما يقارب 57 مليون اتصال، وهي نسبة تفوق عدد السكان، ويفسرها التقرير بانتشار استعمال أكثر من شريحة هاتف للشخص الواحد.
على صعيد آخر، كشفت البيانات عن الحضور القوي لشبكات التواصل الاجتماعي في حياة المغاربة، حيث بلغت نسبة المستخدمين النشطين حوالي 59% من مجموع السكان، أي ما يقارب 23 مليون مستخدم، مما يبرز الدور المحوري الذي تلعبه هذه المنصات في التواصل والترفيه والتسويق الرقمي.
وعلى الصعيد التقني، سجلت مؤشرات الأداء تحسنا ملحوظا، إذ وصلت متوسط سرعة التحميل عبر الشبكات الخلوية إلى نحو 60 ميغابيت في الثانية، متجاوزة سرعة الإنترنت الثابت التي استقرت عند 55 ميغابيت في الثانية.
ويعكس هذا التطور حجم الاستثمارات التي ضختها شركات الاتصالات لتطوير شبكاتها، خاصة مع دخول تقنية الجيل الخامس (5G) حيز التفعيل التدريجي.
ورغم هذه الأرقام الإيجابية التي تضع المغرب ضمن البلدان الإفريقية الرائدة في مجال انتشار الإنترنت واستقراره، وتعزز موقعه كفاعل رقمي إقليمي، أشار التقرير إلى استمرار وجود فجوة رقمية محدودة. فلا يزال حوالي 8% من السكان، أي قرابة 3 ملايين شخص، خارج التغطية الرقمية الكاملة، ويتركز هذا النقص بشكل خاص في بعض المناطق القروية والنائية.
ويرى محللون أن هذا التسارع في الارتباط الرقمي يمثل فرصة استراتيجية لدفع عجلة الاقتصاد الرقمي الوطني، وتطوير قطاعات واعدة تعتمد على الابتكار التكنولوجي، مثل التعليم عن بعد، والتجارة الإلكترونية، والخدمات الذكية.
كما يعكس هذا التحول توجه المملكة نحو تحقيق أهداف استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، الهادفة إلى جعل التقنيات الحديثة محركا أساسيا للتنمية الشاملة والمستدامة.
المصدر:
العمق