في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، إن المغرب يحقق الاكتفاء الذاتي من الدواجن، مشيرا إلى أن هذا القطاع جد مهم في التنمية الاقتصادية بالمملكة.
جاء ذلك خلال افتتاحه الدورة السادسة والعشرون لمعرض الدواجن الوطني «دواجن 2025»، المنظم بمركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة، تحت شعار: “الابتكار والاستدامة: تحديات جديدة لقطاع الدواجن”، أمس الثلاثاء، وذلك تحت رعاية الملك محمد السادس.
وأشار الوزير إلى أن قطاع الدواجن يغطي 100 من حاجيات المغرب من اللحوم البيضاء، لافتا إلى رقم معاملات القطاع يبلغ 45 مليار درهم خلال 2024، ويخلق 500 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر.
وأوضح الوزير أن هذا التطور في قطاع الدواجن ناتج عن العمل الدائم بين الوزارة والمهنيين، معتبرا أن التحدي الآن هو الزيادة في إنتاجية القطاع، وتحديث بالتنسيق مع المهنيين، وخلق مزيد من فرص الشغل لتحقيق السيادة الغذائية بالمملكة.
وحضر حفل الافتتاح، إلى جانب وزير الفلاحة، كل من الكاتب العام لعمالة الجديدة، ورئيسة جماعة الحوزية، سفير مالي، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ورئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، ورئيس مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، ورئيس الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب.
ويعد معرض «دواجن 2025»، المنظم من طرف الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، منصةً رئيسية للتبادل والتواصل بين المهنيين، وتشجيع الابتكار وتطوير الشراكات.
كما يسلط المعرض الضوء على التقدم التقني والتكنولوجي الذي يعرفه القطاع ويعزز الاستثمار الوطني والإقليمي، مع دعم الصادرات، لا سيما نحو الأسواق الإفريقية.
ويمتد المعرض على مساحة تفوق 10.000 متر مربع، بمشاركة أكثر من 450 عارضاً وعلامة تجارية، ويستقطب نحو 14.000 زائر من داخل وخارج المغرب. منذ إطلاقه سنة 1998، أصبح معرض «دواجن» موعداً سنوياً مرجعياً للمهنيين المغاربة والأفارقة في القطاع.
يعتبر قطاع الدواجن أحد الأعمدة الأساسية للإنتاج الحيواني بالمغرب، حيث بلغ إنتاجه سنة 2024 نحو 734.000 طن من اللحوم البيضاء (الدجاج والديك الرومي) و5,6 مليار بيضة للاستهلاك، ويغطي كامل الحاجيات الوطنية من المنتجات الداجنة، ما يمثل أكثر من 55% من إجمالي استهلاك اللحوم على الصعيد الوطني.
ويحقق القطاع رقم معاملات يفوق 45 مليار درهم سنوياً، ويوفر حوالي 156.000 منصب شغل مباشر و359.000 منصب غير مباشر، مساهماً بذلك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً في المناطق القروية.
تأتي الدورة الحالية في إطار الاستراتيجية الوطنية “الجيل الأخضر 2020–2030″، وخصوصاً عقد البرنامج 2021–2030 الموقع بين الوزارة والفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، والذي يهدف إلى تعزيز تنافسية القطاع واستدامته.
ويطمح العقد البرنامج إلى بلوغ إنتاج 912.000 طن من اللحوم البيضاء و7,6 مليارات بيضة بحلول سنة 2030، مع خلق نحو 600.000 منصب شغل مباشر وغير مباشر، من خلال تحديث وحدات الإنتاج، هيكلة قنوات التسويق، تطوير مشاريع التجميع حول المجازر، وتعزيز التأطير التقني والصحي والمهني للفاعلين في القطاع.
يشكل المعرض منصة لتبادل الخبرات المغربية في مجال الدواجن، وتعزيز التعاون مع بلدان إفريقية، حيث تم استضافة وفود تمثل فدراليات ومنظمات مهنية من مختلف الدول الإفريقية. وتعكس هذه المبادرة إرادة المغرب في ترسيخ مكانته كمركز جهوي للخبرة والابتكار في قطاع الدواجن، ضمن نموذج فلاحي مستدام ومتضامن.
وعلى هامش حفل افتتاح معرض «دواجن 2025»، تم تنظيم مجموعة من الفعاليات الموازية التي تعكس التزام القطاع بالابتكار وتعزيز السلامة الصحية.
ومن أبرز هذه الفعاليات توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين؛ الأولى بين الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن والمعهد الوطني للبحث الزراعي، والتي تهدف إلى إطلاق برنامج بحثي لتطوير دجاج بلدي مستدام يعزز الموارد المحلية ويحافظ على الموروث الجيني الوطني.
أما الاتفاقية الثانية، فتمثلت في توقيع ميثاق للسلامة الحيوية بين الفيدرالية والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، بدعم تقني من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بهدف تعزيز الوقاية والتحكم في المخاطر الصحية داخل وحدات الإنتاج.
وتم تسليم شهادات تكوينية لمتدربين من الكوت ديفوار ومالي، استفادوا من برامج مركز “قطب الدواجن AVIPOLE” بالدار البيضاء، إضافة إلى منح شواهد تقديرية لأوائل خريجي دفعات 2023–2025، بالإضافة إلى جوائز أفضل تقني وعامل دواجن لسنة 2025، لتعزيز ثقافة الجودة والابتكار.
وتم أيضا تتويج ضيعتين نموذجيتين عن جهودهما في مجال السلامة الحيوية، ومنح جائزة التميز لمجزرة “ميس دجاج إفريقيا”، وتكريم تعاونية نسوية من إقليم الحوز “دوتماكيت أغبالو” على نجاحها في تربية الدجاج البياض البلدي رغم التحديات.
الدورة السادسة والعشرون لمعرض “دواجن 2025” تؤكد الدور الريادي لقطاع الدواجن المغربي في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني، مع إبراز قدرة المغرب على قيادة مبادرات الابتكار والتعاون الإقليمي في إفريقيا.
المصدر:
العمق