في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
التقى المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، صباح اليوم الاثنين، مع عدد من الشباب المنخرطين في برنامج “متطوّع”، وعدد من خريجي البرنامج على مدى السنوات الماضية، للتعرف على المشاريع المشاركة ودراسة الإشكالات والعراقيل التي قد تواجه الشباب المنخرطين.
اللقاء المنظم بالمعهد الوطني العالي للموسيقى والفن الكوريغرافي بالرباط، جاء عقب أشهر من النسخة الثالثة من البرنامج الوطني للتطوع “متطوع” بمختلف جهات المملكة.
وأكد بنسعيد في كلمته أن برنامج “متطوّع”، الذي أُطلق سنة 2023، مثّل أول تجربة مؤطّرة للتطوع الشبابي على المستوى الوطني، مبرزا أن النتائج أظهرت أن “الشباب المغربي لا ينتظر فقط فرص الشغل، بل يبحث عن خدمة وطنه والمساهمة في تنمية مجتمعه”، وفق تعبيره.
“التطوع عمل نبيل، ويؤكد أن مفهوم التضامن جزء أصيل من الهوية المغربية”، يقول الوزير، كاشفا أنه في بداية البرنامج تفاجأ بأن عددا من الشباب بادروا إلى تأسيس أندية داخل دور الشباب، ما يعكس، بحسبه، أن “الشباب لم يعد متلقّيا للبرامج، بل أصبح فاعلا مباشرا في بنائها”.
وأشار بنسعيد إلى أن عدد المتطوّعين منذ إطلاق البرنامج بلغ حوالي 10 آلاف شاب وشابة، “لكن أثرهم يصل إلى آلاف آخرين عبر الأنشطة والتأثير المجتمعي”، على حد تعبيره.
وخصص اللقاء أيضا لعرض تجارب فائزين بـ”جائزة المغرب للشباب”، التي اعتبرها الوزير مكملة لمنظومة العمل التطوعي وريادة المشاريع الشبابية، قائلا إن “هدف الجائزة هو أن نُظهر أن الشباب المغربي قادر على إنجاز مشاريع كبيرة، ليس فقط وطنيا، بل دوليا أيضا. من ينجح يصبح قدوة لغيره، ونحن نلعب دور المحامي لصالحهم”.
وأضاف: “كل مشروع يبدأ بحلم، لكن أول العراقيل التي تواجه الشباب في المغرب هي الإدارة؛ شاب لا يمكنه أن ينتظر شهرين لإنشاء مقاولة أو جمعية. نحن في حاجة إلى تغيير العقلية الإدارية قبل تغيير القوانين”.
وأكد بنسعيد أن 50% من سكان المغرب شباب، وأن “تقوية البرامج الشبابية بات خيارا وليس ترفا”.
وشهد اللقاء استعراض شهادات شباب شاركوا في البرنامج وفازوا بجوائز وطنية ودولية، من بينهم شيماء رشدي، من الجهة الشرقية، المتوّجة بجائزة المغرب للشباب حول بحث علمي عن العقم عند الرجال، والتي قالت إن الجائزة “مكنتني من تعميق البحث علميا، والحصول على تدريب خارج المغرب”، مؤكدة أن “البحث العلمي يحتاج موارد وآليات، والجائزة منحتني انطلاقة حقيقية”.
ومن بين المتحدثين أيضا خديجة عبوسو، من جهة درعة تافيلالت، التي عرضت مشروعا لإنتاج “شيبس صحي من الفواكه والخضر”، معلنة أنها استفادت من تسهيل الولوج إلى الإدارات، لكنها عبّرت عن تخوفها من عراقيل تأسيس المقاولة: قائلة: “أريد العودة إلى ورزازات لبناء المشروع، لكن المقاولة تخيف الشباب. العراقيل الإدارية تجعلنا نتراجع قبل البدء”.
خولة الكراوي، من مدينة العيون، قدمت بدورها مشروعا موجها للمرأة الصحراوية يقوم على تثمين بقايا الأسماك وتحويلها إلى منتجات عضوية عالية القيمة، مثل زيت السمك الغني بالأوميغا 3.
خولة قالت إن المشروع ليس اقتصاديا فقط، بل اجتماعي أيضا؛ إذ يستهدف نساء في وضعية هشة، من بينهن أمهات عازبات، موردة: “هدفنا هو النهوض بالمنطقة عبر خلق فرص شغل كريمة للنساء وتمكينهن اقتصاديا حتى يصبحن فاعلات في المجتمع بدل أن يُنظر إليهن كفئات هشة”.
من جانبه: حمزة الخروبي، صاحب مشروع لتدوير النفايات وتحويلها إلى أسمدة، استغل المناسبة لطرح إشكال بنيوي في قطاع الشباب، قائلا: “لدينا مبادرات، لكن لا نجد من نتواصل معه محليا. هذا مشكل مزمن”.
واستغل الخروبي الفرصة لتسليم الوزير رسالة من شباب تطوان، اطلعت هسبريس على نسخة منها، موقّعة من جمعيات وهيئات شبابية بالمدينة، بينها: جمعيات العرض الوطني لتنشيط دور الشباب، وخريجو برامج “أساس” و”متطوّع” و”أوراش”، ومستفيدو برنامج التخييم الوطني، وشباب الأحياء الهامشية والعالم القروي بالجهة.
المراسلة تحذر من “الغياب الخطير لمؤسسات الشباب بمدينة تطوان”، معتبرة أن ذلك يترك الفراغ للشوارع والمخدرات والهجرة السرية، وجاء فيها: “في الوقت الذي يعاني فيه شباب تطوان من البطالة والإدمان والرغبة في الهجرة، تغيب مؤسسات يفترض أن تحتضنهم وتبني أحلامهم. نطالب الوزير بالتدخل وزيارة المدينة للاطلاع على وضعية دور الشباب”.
وانتهى اللقاء بوعود رسمية بالإنصات، وتأكيد الوزير أن “أكبر رهانات المرحلة المقبلة هو رفع العراقيل الإدارية التي تكسر الحلم قبل أن يبدأ”، مع تعهّد بتقوية برامج الوزارة وتسريع المساطر المرتبطة بالمقاولات الشابة.
يذكر أن برنامج “متطوع” الذي أطلقته وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الشباب) سنة 2023، في إطار الجيل الجديد من المبادرات الموجهة للشباب، يروم إشراك أزيد من 5000 شابة وشاب من مختلف جهات المملكة عبر مرحلتين متكاملتين تهمان التكوين والتطوع الميداني.
المصدر:
هسبريس