في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، إن الدعم المالي المخصص للشباب دون سن 35 سنة لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة سنة 2026، “له أهميته الرمزية”، لكنه يبقى “متواضعًا جدًا أمام الأباطرة الكبار، الذين لا تكفيهم تلك المبالغ حتى ليوم واحد من الحملة الانتخابية”.
وأوضح بنعبد الله، خلال لقاء مفتوح ضمن أشغال الجامعة الخريفية لشبيبة الحزب بمدينة بوزنيقة، أن مشاريع القوانين الانتخابية الأخيرة التي تضمنت تعديلات تهدف إلى إشراك الشباب في العمل السياسي “تسير في الاتجاه الصحيح”، مضيفًا: “متفقين معها، وسبق أن خرجت بتصريحات نرحب فيها بالشباب، وكل من يريد ترؤس لوائح الحزب في الانتخابات التشريعية لسنة 2026، فحزب التقدم والاشتراكية مستعد لذلك”.
وأكد أن الحزب منفتح على تمكين الشباب من مواقع متقدمة في الترشيحات، قائلاً: “الشباب مرحب بهم، ومستعدون لمنح 10 إلى 20 دائرة انتخابية أو أكثر ليترأسوها”، لكنه شدد في المقابل على ضرورة أن تكون هذه الترشيحات “فعلية وليست شكلية”، مضيفا : “ما بغيناش نصيفطو الشباب إلى الهلاك”.
وأشار بنعبد الله إلى أن الانخراط الفعلي في الحياة السياسية هو المدخل الحقيقي لأي تغيير، مضيفًا أن “الترشح وحده لا يكفي إذا لم يكن مبنيًا على عمل تنظيمي ميداني، ونضال يومي داخل المجتمع”. وأكد أن الطريق الأنجع للتغيير الديمقراطي “يمر عبر الانخراط في تنظيمات سياسية جادة وناجعة، قادرة على الدفاع عن القيم والبرامج، لا عبر مبادرات فردية أو ترشيحات معزولة”.
وفي هذا السياق، ذكّر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بأن حزبه كان من أوائل الداعين إلى إجراءات خاصة لتحسين تمثيلية النساء والشباب على السواء، قائلاً: “في تعديلات شتنبر الماضي طالبنا بإجراءات واضحة لتعزيز حضور النساء في أفق المناصفة الفعلية، وداخل هذا الإطار توجد أيضًا فئة الشباب”. وأضاف أن الحزب دعا إلى اعتماد دعم مالي قبلي للمرشحات والمرشحين الشباب “لتمكينهم من خوض الحملات الانتخابية بشروط عادلة”، موضحًا أن “المرأة مثلاً إذا لم تتوفر لها الإمكانيات قبل الحملة، يصعب أن تصل إلى أي نتيجة، والأمر نفسه ينطبق على الشباب”.
وانتقل بنعبد الله إلى الحديث عن سقف الإنفاق الانتخابي المحدد قانونًا في خمسين مليون سنتيم لكل مرشح، معتبرًا أن “هذا السقف درب من الخيال”. وأضاف بنبرة حادة: “خمسين مليون يفطرو بها في الصباح هادوك اللي عامرين البرلمان”، في إشارة إلى ما وصفه بـ“الأباطرة الانتخابيين الذين ينفقون الملايين يوميًا على حملاتهم”. وتابع قائلاً: “في عدد من الدوائر، خصوصًا الكبرى منها، يتجاوز الإنفاق الفعلي عشرات الملايين من الدراهم، بين كراء السيارات وتعبئة الناس والمصاريف اليومية، وهو ما يجعل المنافسة غير متكافئة إطلاقًا”.
ودعا بنعبد الله إلى ضرورة مراقبة النفقات الانتخابية بصرامة، قائلاً: “يمكن نعطيو دعم إضافي للشباب والنساء، لكن بدون مراقبة حقيقية للسقف المالي، ما درنا والو”، موضحًا أن “الواقع يبين أن بعض المرشحين ينزلون بـ35 أو 40 مليون، والحزب يزيد عليه، في حين آخرون ينزلون بـ8 أو 10 ملايين درهم”.
كما حذر من أن العودة إلى فكرة الترشيحات المستقلة تحت غطاء “تمكين الشباب” قد تؤدي إلى نتائج عكسية، موضحًا: “كنا ضد الترشيح الفردي من قبل لأنه فتح الباب أمام الغرائب والعجائب، واليوم نراه يعود من النافذة”. وأضاف: “ما بغيناش نولّيو نشجعوا على العزوف عن الأحزاب السياسية، لأن الديمقراطية بلا أحزاب ما كايناش”.
وأكد بنعبد الله أن حزبه سيظل مدافعًا عن استقلالية القرار الحزبي والنضال الجماهيري والديمقراطي، قائلاً: “نحن في حاجة إلى تسييس فعلي للساحة السياسية، إلى شباب واعٍ ينخرط في المؤسسات لا خارجها”. وختم مداخلته بالتأكيد على أن “الوعي هو أم المعارك”، مضيفًا: “المعركة الحقيقية هي الوعي، الوعي بالمواطنة وبالديمقراطية وبالعدالة الاجتماعية، لأن من دون وعي سياسي جماعي لن يتحقق أي تغيير حقيقي”.
المصدر:
العمق