اعتبر المسؤول الأمني السابق بجبهة “البوليساريو”، مصطفى سلمى ولد مولود، أن مقترح الحكم الذاتي بالصحراء تحت السيادة المغربية، سيضمن عودة كريمة للصحراويين إلى وطنهم، متهما قيادة الجبهة الانفصالية بجر الصحراويين إلى “الكارثة”.
وكتب ولد مولود في سلسلة تدوينات على حسابه بموقع “فيسبوك”، أنه “على الصحراويين ان لا ينخدعوا بشعارات البوليساريو”، معتبرا أن الحكم الذاتي هو الذي يضمن حق العودة دون تعقيدات لمن انخرط في مشروع البوليساريو من الصحراويين.
وتابع: “البوليساريو حتى لو امتلكت القنبلة النووية، فليس لها حدود من أرض الصحراء. وموريتانيا التي كانوا يعبرون أراضيها، لن تعارض الشرعية الدولية بعد إقرار الحكم الذاتي الذي يمنح السيادة للمغرب، وبالتالي ستغلق حدودها في وجه الجناح العسكري للجبهة”.
ويرى مصطفى سلمى أن رفض البوليساريو لقرار مجلس الأمن الذي يكرس السيادة المغربية على الصحراء في إطار الحكم الذاتي، لن يضر المغرب، وسيجعل وضعية سكان مخيمات تيندوف كوضعية لاجئي 48 الفلسطينيين في لبنان والأردن وسوريا.
إقرأ أيضا: عشية حسم الملف بمجلس الأمن.. البوليساريو تقترح على الرباط اقتسام موارد الصحراء المغربية
وشدد على أن “أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه البوليساريو في حق الصحراويين، هو رفضها لقرار مجلس الأمن الذي يعتبر الحكم الذاتي حلا واقعيا وحيدا لنزاع الصحراء”، مردفا: “أتمنى أن يعي جميع الصحراويين حجم الكارثة التي تجرهم إليها قيادة البوليساريو”.
واعتبر ولد مولود أن الحكم الذاتي مكسب للجميع، فهو يضمن للمغرب السيادة، وللصحراويين العودة الكريمة إلى أرضهم، كما يضمن التكامل لدول المنطقة، حسب قوله.
يشار إلى أن مصطفى سلمى سبق أن شغل منصب المفتش العام لشرطة “البوليساريو”، قبل أن ينشق عن الجبهة سنة 2010 إثر إعلانه دعم مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، وهو الموقف الذي تسبب في اختطافه من طرف قيادة الجبهة، ثم نفيه لاحقا من مخيمات تندوف.
وتأتي تصريحات المسؤول الأمني السابق في جبهة “البوليساريو” الانفصالية، مصطفى سلمى ولد مولود، في وقت تعرف فيه قضية الصحراء المغربية تطورات دبلوماسية متسارعة لصالح إقرار مقترح الحكم الذاتي.
وأمس الجمعة، وجهت الجبهة رسالة احتجاج رسمية إلى رئيس مجلس الأمن الحالي، الروسي فاسيلي نيبينزيا، هاجمت فيها مشروع القرار الأمريكي واعتبرته “انحرافا خطيرا وغير مسبوق عن مبادئ القانون الدولي”، مؤكدة أنها “لن تشارك في أي مفاوضات سياسية على أساس مشروع القرار الحالي”.
وجاء هذا التصعيد بعد تسريب مسودة القرار الأمريكي التي تؤكد دعم واشنطن لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها “الإطار الوحيد والأساس الواقعي والجاد للحل السياسي”، مع الدعوة إلى التوصل لاتفاق نهائي قبل نهاية ولاية بعثة “المينورسو” في يناير 2026، واقتراح أن تستضيف الولايات المتحدة جولات المفاوضات المقبلة، ما اعتبرته الرباط انتصارا دبلوماسيا جديدا، ووصفته الجبهة بـ”محاولة لفرض الأمر الواقع”.
وخلال استضافته على قناة “فرانس 24”، كشف ما يُسمى “ممثل البوليساريو لدى سويسرا”، أبي بشرايا البشير، أن العرض الذي تقدمت به الجبهة يتضمن “إنشاء آلية مشتركة للحوار والمصالحة ومعالجة آثار النزاع”، مبديا استعداد الجبهة “حتى لتقاسم بعض الموارد الطبيعية الصحراوية بناء على لجنة مشتركة بين الطرفين”، وفق تعبيره.
إقرأ أيضا: قيادي بالبوليساريو يؤكد استعداد الجبهة لقبول الحكم الذاتي بالصحراء المغربية “بشروط”
وأوضح المتحدث أن المقترح يشمل أيضا “استمرار استخدام البنى التحتية، وتسوية أوضاع من وصفهم بالمستوطنين والمواطنين المغاربة المقيمين في إقليم الصحراء، مع ضمانات على مستوى تأمين الحدود”، مؤكدا أن “العرض كريم جدا ويصل حتى إلى تنازل الجبهة من خلال تقاسم فاتورة السلام”.
لكن البشير شدد في المقابل على أن هذا العرض لا يمثل تجاوبا مع مقترح الحكم الذاتي المغربي، قائلا: “موقفنا واضح.. نحن مستعدون للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب تحت الرعاية الأممية، لكن ليس على أساس الحكم الذاتي الذي يحدد الإطار النهائي مسبقا”.
وفي السياق نفسه، كشف قيادي آخر في الجبهة، هو محمد يسلم بيسط، أن “قبول الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية سيكون ممكنا فقط إذا جاء نتيجة استفتاء حر يختاره الصحراويون بأنفسهم”، مضيفا أن “فرض خيار واحد على الشعب الصحراوي أمر مرفوض تماما”.
المصدر:
العمق