احتفت أكاديمية المملكة المغربية، مساء الجمعة، بانطلاق الدورة الخامسة عشرة من المسابقة الدولية للبيانو للأميرة لالة مريم، في أمسية موسيقية استثنائية تتزامن والذكرى الثلاثين لتأسيس هذه التظاهرة الفنية العريقة التي باتت موعدا سنويا بارزا في المشهد الثقافي المغربي والدولي.
وافتتح عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، اللقاء بكلمة قال فيها إن هذه التظاهرة تشكل “الدعوة الإنسانية إلى توحيد روح الشباب وحرية الإبداع، في إطار من الانفتاح والتميز الذي شجعه صاحب الجلالة دائما”.
وأضاف الحجمري أن ارتباطه بجمعية الصداقات الموسيقية منذ تأسيسها يعكس استمرار الوفاء لرؤية مشتركة، وهي جعل الموسيقى فضاء للحوار والتربية والارتقاء بالنسبة لشباب المغرب وأوروبا، مشيدا بالتعاون المستمر بين الأكاديمية والجمعية في تنظيم هذه المسابقة.
وقدمت عازفة البيانو المغربية نور عيادي، التي تعد من أبرز المواهب الصاعدة في الساحة الموسيقية العالمية، الحفل الافتتاحي لهذه الدورة، حيث عادت إلى المنصة التي شهدت قبل نحو تسع سنوات تتويجها بالجائزة الكبرى للمسابقة سنة 2016.
وعبرت نور عيادي، في تصريح لهسبريس، عن سعادتها بحضورها الدورة الجديدة من المسابقة الدولية للبيانو، مبرزة أنها تلقت دعوة لتقديم الحفل الافتتاحي لهذه الدورة، وهو أمر أسعدها وأشعرها بالفخر الكبير.
وأضافت أن الجديد في هذه الدورة يتمثل في مشاركتها أيضا ضمن لجنة التحكيم، مشيرة إلى أنها تعيش تجربة مختلفة هذه المرة؛ إذ تجد نفسها على الجانب الآخر من الخشبة، وهو ما تعتبره “مصدر فخر واعتزاز، خصوصا في المغرب، حيث ستساهم في توجيه ومرافقة المواهب المغربية والدولية على حد سواء”.
وتابعت عيادي قائلة: “أنا سعيدة بارتداء هاتين القبعتين داخل هذا الحدث الرائع”، في إشارة إلى دورها المزدوج عازفة وعضوا في لجنة تحكيم.
من جهتها، قالت غزلان حمادي، رئيسة جمعية الصداقات الموسيقية المديرة الفنية للتظاهرة، إن دورة هذه السنة “تحمل طابعا خاصا لأنها تصادف الذكرى الثلاثين لتأسيس المسابقة”، مضيفة أن هذا المساء “يعد أمسية كبيرة بالنسبة للجميع؛ إذ يتم الاحتفال بإطلاق الدورة الخامسة عشرة من المسابقة الدولية للبيانو ‘الصوت الإسباني للأميرة ماري هيلين’ التي أسست قبل حوالي ثلاثين سنة”.
وأضافت حمادي أن المسابقة تشكل محطة تاريخية بالنسبة للجمعية وللمشهد الثقافي المغربي، مبرزة أن “التظاهرة تستقبل مشاركين من 26 دولة وعددا كبيرا من العازفين القادمين من مختلف أنحاء العالم، يتنافسون أمام لجنة تحكيم تتكون من خبراء دوليين مرموقين”.
وأوضحت أن هذه المسابقة أصبحت اليوم “رافدا ثقافيا وفنيا مهما بالنسبة للمغرب”، مشيرة إلى أن الهدف منها هو “تشجيع الشباب المغاربة على خوض غمار العزف على آلة البيانو، ومواصلة تطوير مهاراتهم في هذا المجال الراقي والصعب في الوقت نفسه”.
المصدر:
هسبريس