آخر الأخبار

"ملتقى الداخلة" يوصي بإحداث مرصد إفريقي للاستفادة من مساهمات الجاليات

شارك

اختتمت أشغال الملتقى الخامس للجامعة المفتوحة للداخلة، المنظم تحت شعار “الذكاء الاقتصادي والإقلاع الإفريقي المشترك: أية أدوار لأفارقة العالم؟”، بإصدار مجموعة من التوصيات الإستراتيجية التي شددت على ضرورة إنشاء هيئة إفريقية دائمة تُعنى بتثمين مساهمة الجاليات الإفريقية في تنمية القارة، عبر توظيف أدوات الذكاء الاقتصادي.

الملتقى، الذي انعقد على مدى يومين تحت إشراف جمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية ومنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، عرف مشاركة باحثين وخبراء ومؤسسات من 24 بلداً من مختلف القارات، ناقشوا سبل تعبئة كفاءات “أفارقة العالم” لخدمة التنمية في بلدانهم الأصلية، ضمن رؤية تقوم على التكامل القاري والانفتاح الدولي.

وفي كلمته الختامية أبرز إدريس الكراوي، رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة ومنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، أن اللقاء شكل “محطة فكرية غنية” لبحث الدور متعدد الأبعاد الذي يمكن للذكاء الاقتصادي أن يلعبه في تثمين مساهمات الجاليات الإفريقية، سواء على مستوى المعرفة أو الابتكار أو الاستثمار.

مصدر الصورة

وأوضح الكراوي أن خلاصات الملتقى كشفت عن ثلاث ملاحظات جوهرية وسبعة دروس أساسية؛ ومن بين الملاحظات أكد على المركزية المتنامية لقضية الجاليات الإفريقية في صياغة السياسات المستقبلية، بالنظر إلى وزنها الديمغرافي والاقتصادي المتزايد، كما ذكر غياب نموذج موحد لسياسات الهجرة وأفارقة العالم، باعتبار أن كل بلد يبلور مقاربته الخاصة وفق خصوصياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ومن بين الملاحظات التي أوردها المتحدث ذاته المكانة الجديدة لإفريقيا في النقاش العالمي، باعتبارها فضاءً للتحولات الكبرى المقبلة في مجالات الطاقة والمناخ والتحول الرقمي.

أما الدروس السبعة التي خلص إليها المنتدى، فتتمثل، وفق الكراوي، في غياب تعريف موحد لمفهوم أفارقة العالم بين المنظمات القارية والدولية، ما يعقد بلورة سياسات فعالة؛ كما ذكر وجود نقص حاد في المعرفة العلمية حول واقع الجاليات الإفريقية من حيث التوزيع الجغرافي، والهياكل الديمغرافية، والمهن، والمساهمة الاقتصادية والثقافية، ثم ضعف توثيق قصص النجاح الإفريقية عبر العالم، رغم غناها وتنوعها، ما يحرم القارة من رصيد رمزي وتواصلي ثمين.

مصدر الصورة

ورصد المتحدث أيضا تشتت المبادرات الحكومية والمدنية المرتبطة بأفارقة العالم، وغياب التنسيق بينها على المستويين الوطني والقاري، متحدثا عن الحاجة إلى مرصد إفريقي متخصص في تتبع مساهمات الجاليات وتبادل الممارسات الفضلى.

كما تحدث رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة عن ضرورة الانتقال من المقاربة الخطابية إلى المقاربة العملية من خلال سياسات مؤسساتية واضحة في كل بلد، وأخيرًا إحداث بنية إفريقية دائمة تُعنى بملف الجاليات الإفريقية، تكون تابعة للمنتدى الإفريقي للذكاء الاقتصادي، وتعمل وفق رؤية استشرافية وأدوات عملية لتعزيز “التقائية الذكاء الإفريقي”.

من جانبه اعتبر آلان جويي، الرئيس الشرفي للأكاديمية الفرنسية للذكاء الاقتصادي، أن هذا الملتقى “جسد نقاشاً راقياً وهادئاً حول واحدة من أعقد القضايا التي تواجه القارة الإفريقية اليوم”، وأكد أن الذكاء الاقتصادي يشكل أداة فعالة لتحليل وفهم تحركات الجاليات الإفريقية، بما يتيح استثمارها في مشاريع التنمية، مشدداً على أن كل دولة مطالبة بتطوير سياستها الخاصة تجاه جاليتها، وفقاً لظروفها الجغرافية والسياسية والاقتصادية.

مصدر الصورة

وأشار جويي إلى أهمية بناء جسور دبلوماسية جديدة بين بلدان الأصل وبلدان الاستقبال، لتدبير شؤون الجاليات في إطار التعاون، لا الصراع، لافتاً إلى أن إدماج الدياسبورا في السياسات الوطنية “يجب أن يكون اختياراً إستراتيجياً، لأنها تمثل رافعة اقتصادية وثقافية حقيقية”.

وفي حديثه عن المغرب أشاد المتحدث بـ”النموذج المغربي في إدارة العلاقة مع الجاليات”، موردا أن المملكة “تُعدّ من الدول القليلة التي جعلت من دبلوماسيتها الاقتصادية والثقافية أداة لتثمين كفاءات مواطنيها”.

وأوضح الرئيس الشرفي للأكاديمية الفرنسية للذكاء الاقتصادي أن المغرب، من خلال مبادراته الإفريقية المتعددة، أصبح فاعلاً محورياً في إعادة تشكيل العلاقات بين القارة وبقية العالم، ليس بمنطق التبعية، بل بمنطق الشراكة المتكافئة، وهو ما يتقاطع مع فلسفة الملتقى الذي يروم “إقلاعاً إفريقياً مشتركاً” يرتكز على الذكاء والتكامل.

مصدر الصورة

ودعا جويي إلى تجاوز المقاربة الأمنية الضيقة في التعامل مع الجاليات الإفريقية بالخارج، نحو رؤية شمولية تجعل منها “شركاء في التنمية لا مجرد رعايا مراقبين”، وأكد أن بلدان الاستقبال مطالبة بدورها باعتماد سياسات منفتحة تتيح لهؤلاء المهاجرين الحفاظ على هويتهم الثقافية والمساهمة في بناء الجسور بين ضفتي المتوسط.

وأشار المتحدث إلى أن الجاليات الإفريقية، بما تمتلكه من خبرات تقنية ومواقع في شبكات الأعمال والبحث العلمي، يمكن أن تلعب دوراً مركزياً في جذب الاستثمارات، ونقل التكنولوجيا، وتحسين صورة إفريقيا في العالم، ثم ختم جويي كلمته بدعوة صريحة إلى إنشاء تحالف إفريقي للذكاء الاقتصادي، تكون له فروع جهوية ومراكز رصد للمعلومات والتحليل الإستراتيجي.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا