آخر الأخبار

"أهانوا الملك أمامي".. الصحافي آيت ياسين يروي جحيم الاعتقال في سجون إسرائيل (فيديو) - العمق المغربي

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في شهادة حية وصادمة، كشف الصحافي المغربي ومراسل قناة الجزيرة، يونس آيت ياسين، عن تفاصيل تجربته المريرة ضمن “أسطول الصمود”، واصفا ما تعرض له وزملاؤه من نشطاء دوليين في المعتقلات الإسرائيلية بـ”الجحيم”، حيث خضعوا لمعاملة وحشية وإهانات ممنهجة استهدفت المغرب بشكل مباشر، ووصلت إلى حد توجيه السب لرمزه الملك محمد السادس.

وفي حوار مصور مع جريدة “العمق”، سرد آيت ياسين القصة الكاملة من الداخل، انطلاقا من دافع “عقدة الضمير” الإنساني والواجب المهني الذي قاده للمشاركة، مرورا بالمخاطر المحدقة التي واجهت الأسطول، وصولا إلى لحظات الاعتقال القاسية التي كشفت عن وجهين متناقضين للتعامل الإسرائيلي.

وأوضح آيت ياسين أن مشاركته كانت استجابة مزدوجة لتكليف مهني من قناة الجزيرة ورغبة شخصية في المساهمة بكسر الحصار عن غزة، معتبرا أن “إحساس الحماس والرغبة في محاولة تغيير المنكر” طغى على أي شعور بالخوف.

ولم تكن المخاطر مجرد فرضيات، بل تحولت إلى واقع ملموس عبر محاولات تخريب استهدفت سفن الأسطول، شملت وضع سلاسل في المحركات وتلويث خزانات المياه والوقود، فضلا عن هجمات بمسيرات انطلقت من غواصة إسرائيلية بهدف تعطيل المهمة وبث الرعب في صفوف المشاركين.

وشكلت لحظة اعتراض السفينة نقطة تحول دراماتيكية. فبعد حرب نفسية بدأت باقتراب خطير لسفينة حربية إسرائيلية وإطلاق “نبضة كهرومغناطيسية” عطلت جميع الأجهزة، تم اقتحام السفينة.

وهنا، برزت مفارقة صارخة؛ فقوات الكوماندوز البحرية التي نفذت الاعتقال كانت “محترفة” نسبيا، بيد أن المشهد انقلب جذريا بمجرد تسليم المعتقلين إلى الشرطة وحرس السجون الخاضعين لإمرة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.

يقول آيت ياسين: “لقد توعدنا بن غفير بمعاملتنا كإرهابيين، وهذا ما حدث بالفعل”، مضيفا أنهم أُخضعوا لوضعيات مهينة، وأُجبروا على الجلوس على ركبهم لساعات طويلة في ساحة مكشوفة، مقيدي الأيدي بقيود بلاستيكية مؤلمة.

ولم تكن جنسية آيت ياسين المغربية عابرة، بل كانت سببا في استهدافه بإهانات مباشرة. يروي الصحافي: “بمجرد أن علموا أنني من المغرب، بدأ اثنان من عناصر الشرطة بسب وشتم المغرب، ثم انتقل أحدهما إلى توجيه سباب مباشر وبألفاظ نابية للملك محمد السادس”.

ولم يقتصر الأمر على الإهانات اللفظية، بل امتد ليشمل صنوفا من التعذيب النفسي والجسدي، حيث تعرض ناشطون من تونس والجزائر للضرب، وحُرم المرضى من أدويتهم، ومُنع المعتقلون من استخدام دورات المياه أو شرب الماء، بل وصل الأمر إلى تعمّد إطلاق مياه الصرف الصحي من بعض الصنابير.

هذه التجربة القاسية دفعت آيت ياسين إلى اتخاذ موقف حاسم، حيث دعا صراحة إلى إنهاء التطبيع بين المغرب وإسرائيل، معتبرا أنه لم يعد هناك أي مبرر أخلاقي أو إنساني للإبقاء عليه.

وأوضح أنه يتحدث “كمواطن مغربي” وليس فقط كصحافي، مؤكدا أن ما عاشه من وحشية وإهانات مباشرة للمغرب ورموزه، إلى جانب الإبادة المستمرة في غزة، يزيل أي غطاء يمكن أن يبرر هذه العلاقات.

واستحضر آيت ياسين التاريخ النضالي للمغرب في دعم حركات التحرر، متسائلا كيف يمكن للمملكة التي دعمت نيلسون مانديلا ضد “الأبارتهايد”، أن تُطبع اليوم مع دولة تمارس نظام فصل عنصري.

وأمام حجة “إكراهات الدولة”، كان رده قاطعا: “لا شيء يبرر هذا الموقف”، خاتما بأن الاستمرار في التطبيع يضع المغرب في “ورطة أخلاقية” ويجعله يعيش حالة من “العار”.

ورغم قسوة ما عاناه، شدد آيت ياسين على أن تجربته لا تمثل سوى “رأس الملعقة” مما يتعرض له الفلسطينيون يوميا، قائلا: “لست بطلا، الأبطال الحقيقيون هم سكان غزة”، ومؤكدا أن مثل هذه المبادرات ستستمر لأنها تعيد الأمل في إنسانية البشر.

العمق المصدر: العمق
شارك

الأكثر تداولا مصر اسرائيل أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا