في خطوة تهدف إلى تعزيز الحضور السينمائي المغربي على الشاشات الصغيرة بدأت بعض القنوات التلفزيونية الوطنية تبني إستراتيجية جديدة لعرض الأفلام السينمائية الطويلة، تقوم على اقتناء حقوق العرض المباشر من صناع هذه الأعمال.
وتعكس هذه الإستراتيجية رغبة القنوات في تقريب السينما من المشاهد المغربي، خاصة من لم تتح لهم فرصة متابعة الأفلام في القاعات السينمائية. كما تسعى هذه المبادرة إلى منح الجمهور فرصة إعادة اكتشاف الأعمال التي حققت نجاحات وطنية ودولية، وإبراز التنوع الفني والإبداعي للسينما المغربية المعاصرة.
وتشمل الإستراتيجية تنظيم جدول عروض منتظم، مع حملات ترويجية موازية، بهدف خلق جسر بين الشاشة الكبيرة والشاشة الصغيرة، بما يتيح للمتابعين الاستمتاع بتجربة سينمائية متكاملة من داخل بيوتهم.
ومن بين هذه الأعمال يبرز فيلم “علي صوتك” للمخرج نبيل عيوش، الذي أنتج سنة 2021 بالتعاون مع شركات إنتاج محلية ودولية.
وتدور أحداث الفيلم في أحد الأحياء الشعبية بالدار البيضاء، حول “أنس”، مغني راب سابق يعمل في مركز ثقافي، حيث يجد الشباب طريقة للتعبير عن قضاياهم عبر ثقافة الهيب هوب، مستفيدين من تشجيع معلمهم الجديد.
الفيلم الذي يستغرق 102 دقيقة يعكس أسلوب عيوش المعروف في مزج القصة الخيالية بالملاحظات الحياتية الميدانية، مع إشراك شباب المركز الثقافي “نجوم سيدي مومن”.
وسيسجل فيلم “التمرد الأخير” للمخرج الجيلالي فرحاتي الحضور أيضا على التلفزيون، وهو عمل يسلط الضوء على صراع إنساني عميق بين الأجيال، ويحكي قصة أيمن، فنان نحات في الستين من عمره، وعلاقته بوفاء، شابة تبحث عن شقيقها المفقود، في ظل صراع داخلي بين حبه المستحيل لها وعلاقته بزوجته سهى التي تعيش حالة نفسية صعبة.
الفيلم يجمع بين لغة سينمائية لافتة وأداء متميز لممثلين من بينهم حكيم نوري وكنزة صلاح الدين وفلورنس رومان الرايس.
من جهتها ستعرض المخرجة جيهان البحار فيلمها “على الهامش” أيضا في التلفزيون، وهو شريط يروي ثلاث قصص حب لأبطال يعيشون على هامش المجتمع المغربي، في قالب درامي عميق يمزج بين العناصر الاجتماعية والنفسية.
الفيلم، الذي تمتد مدته إلى 119 دقيقة يعالج مواضيع شائكة مثل تجارة الأعضاء والزنا بالبيدوفيليا، ويقدم صوتا لمن يعانون في صمت، مع دعوة الجمهور إلى فهم السياق الاجتماعي لهذه المشاهد وعدم التركيز على تفاصيلها بشكل سطحي.
كما سيعرض فيلم “ملكات” لياسمين بنكيران، وهو عمل يستلهم مغامراته من أفلام الحركة والكوميديا والشعر الخيالي، يقدم رحلة بطولية لثلاث نساء مغربيات يلاحقهن القانون عبر جبال الأطلس ووادي المحيط الأطلسي، في مغامرة طويلة مليئة بالإثارة والأحداث المتنوعة.
الفيلم استفاد من دعم ورشات “الأطلس” لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، وجسدت بطولته كل من نسرين الراضي ونسرين بنشارة وريحان غاران وجليلة التلمسي، إلى جانب مجموعة من الممثلين الشباب.
وتعكس هذه الخطوة رغبة صناع السينما المغربية في توسيع قاعدة جمهور أعمالهم، ومواصلة حضور السينما المحلية على مستوى الشاشات الصغيرة، لتصل إلى كل بيت مغربي وتقدم تجربة فنية متكاملة تتجاوز حدود الصالات السينمائية.