أكدت مؤسسة الدوحة للأفلام “التزامها الراسخ بدعم وتمكين الأصوات العربية المؤثرة، من خلال إبراز القصص المهمة من فلسطين، وذلك ضمن فعاليات النسخة المقبلة من مهرجان الدوحة السينمائي”.
وقالت المؤسسة ذاتها في بلاغ توصلت به هسبريس: “في وقت تتعرض فيه حياة الفلسطينيين وتاريخهم لحصار مستمر، يفتح المهرجان شاشاته لتكون مساحة للذاكرة والكرامة والأمل، حيث يقدم مجموعة متنوعة من الأعمال المؤثرة التي تجسد الروح الإنسانية لفلسطين، والتي لا يمكن للعالم تجاهلها ونكرانها”.
وأضافت أن هذه القائمة تشمل الفيلم الافتتاحي “صوت هند رجَب” للمخرجة كوثر بن هنية، وفيلم “مع حسن في غزة” لكمال الجعفري، والعمل المؤثر “كان يا ما كان في غزة” لطرزان وعرب نصّار، إلى جانب عرض خاص للفيلم المميز “فلسطين 36” للمخرجة آن ماري جاسر، الذي يعكس عمق السّرد السينمائي الفلسطيني ومكانته الحيوية في المشهد الثقافي العالمي.
في هذا السّياق، صرّحت فاطمة حسن الرميحي، مديرة المهرجان الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام، بأن “هذه الأفلام ليست مجرد حكايات تُروى على الشاشة، بل هي شهادات فورية عن الحقيقة والشجاعة، وأصوات شعب يرفض أن يستكين. إنّها أعمال تحمل معها ذكريات الفلسطينيين وآلامهم وآمالهم المتجددة، وترفض أن تُمحى، وتطالب بأن يعترف بها كل العالم”.
وتابعت الرميحي، وفق ما نقله البلاغ، أنه “من خلال دعم هذه الأعمال، فإننا نكرّم صمود صنّاعها، ونقف مع فلسطين، لنضمن لهذه القصص بأن تُشاهَد وتُسمَع وتُحفَظ في الذاكرة. وفي مهرجان الدوحة السينمائي، يشرّفنا أن نوفر المنصة التي تتيح لهذه الأصوات أن تتردد في أرجاء العالم وأن تكون مصدر إلهام للتغيير”.
يتضمن البرنامج مجموعة من العروض، من بينها عرض فيلم “صوت هند رجب” (تونس/فرنسا) للمخرجة كوثر بن هنية، الذي يتضمن تسجيلات حقيقية لمكالمات الطوارئ مع أداء تمثيلي لإعادة تجسيد اللحظات الأخيرة للطفلة البريئة هند رجب التي هزّ صوتها ضمير العالم.
كما يُعرض فيلم “كان يا ما كان في غزة” (فلسطين/فرنسا/ألمانيا/البرتغال/قطر) من إخراج طرزان وعرب نصّار، الذي تدور أحداثه في غزة في عام 2007، ويتتبع طالبا شابا، وتاجرا ذا شخصية آسرة، وشرطيا فاسدا، في حكاية عنف وانتقام ومأساة محتومة.
ويتناول فيلم “مع حسن في غزة” (ألمانيا/فلسطين/فرنسا/قطر) للمخرج كمال الجعفري، تأملا سينمائيا في الذاكرة والفقدان ومرور الزمن، حيث يصوّر غزة في الماضي وحياة أناس قد لا يُعثر عليهم مجددا.
أما فيلم “فلسطين 36” (فلسطين/المملكة المتحدة/فرنسا/الدنمارك/النرويج/قطر/السعودية/الأردن) للمخرجة آن ماري جاسر، فيُقدم في عرض خاص، ويروي قصصا عن أفعال فردية خلال الأحداث المتتالية في عام 1936 إبان الانتداب البريطاني على فلسطين.
وحسب البلاغ، فإنه “من خلال اختيار هذه الأفلام المؤثرة، يشكل مهرجان الدوحة السينمائي أكثر من مجرد فعالية ثقافية، ليصبح مساحة للتضامن وعرض أفلام تلهم قيم التعاطف والتآزر وتشجيع الحوار، لتحمل بذلك الصوت الفلسطيني إلى ما وراء الحدود وإلى الضمير العالمي”.
يقام مهرجان الدوحة السينمائي في الفترة من 20 إلى 28 نونبر 2025، ويشكّل، وفق المنظمين، “فصلا جديدا في مسيرة مؤسسة الدوحة للأفلام نحو رعاية المواهب الإقليمية ودعم القصص السينمائية الأصيلة والمهمة”.