تلقّى الرأي العام المغربي خبر وفاة الدكتور جواد مبروكي، الطبيب النفسي والمفكر المعروف، إثر حادث سير مأساوي صباح الجمعة 19 شتنبر بمدينة مكناس، حيث كان في طريقه إلى عمله قبل أن يتعرض لحادث عرضي أودى بحياته، وفق ما أفادت به وسائل إعلام وطنية.
الدكتور مبروكي، عُرف بمسيرته المتميزة في مجال الصحة النفسية، حيث قدّم خدمات جليلة كممارس وكاتب وناشط من أجل نشر الوعي النفسي ومحاربة الوصم المجتمعي، وتشير مصادر مقربة منه إلى أنه “لم يكن مجرّد طبيب خلف مكتبه، بل كان من الأصوات الجريئة التي خاطبت الرأي العام المغربي بلغة العقل، والرحمة، والجرأة، في آنٍ معا”.
الفقيد خصّ قيد حياته جريدة هسبريس الإلكترونية بعدد من المقالات التحليلية الجادة، التي كانت تعكس عمق انشغالاته الفكرية والمجتمعية، وتترجم طموحه في الإصلاح المجتمعي وحرصه الدائم على تمكين المرأة والنهوض بدورها داخل الأسرة والمجتمع. وكان يرى في الكتابة وسيلة للإنارة وتوسيع دوائر الحوار، بعيدا عن الأحكام المسبقة والتوجّهات الإقصائية.
عُرف الراحل بإسهاماته ومشاركاته الإعلامية في قضايا التربية، الحرية الفردية، التعدد الديني، والكرامة الإنسانية، مستندا إلى “خلفيته الإيمانية المنفتحة، ومؤمنا بأن الطب النفسي لا ينفصل عن محيطه الاجتماعي والثقافي، وأن الإصلاح يبدأ من الإنسان”، كما يقول أحد المقربين منه لجريدة هسبريس الإلكترونية.
وإلى ذلك، نعى عدد من زملائه وأصدقائه الراحل بكلمات مؤثرة، مشيرين إلى أثره العميق في النفوس وحرصه الدائم على جعل الطب النفسي أكثر إنسانية وقربا من المواطن البسيط، مؤكدين أنه “برحيله، يفقد المغرب أحد أبرز المدافعين عن الكرامة النفسية والعدالة الاجتماعية، وتخسر الساحة الفكرية صوتا قويا جمع بين التخصص، والإنسانية، والانفتاح”.