قُصّ اليوم بالعاصمة الرباط، شريط أشغال منتدى علمي من تنظيم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، يمتد حتى غد الثلاثاء 23 شتنبر الجاري، ينتظر أن يمكن من صياغة توصيات موضوعاتية وإعداد خارطة طريق وطنية حول تمكين وإدماج الفتيات المغربيات في صلب التنمية الدامجة والمستدامة.
وأوضح محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن موضوع المنتدى: “تمكين الشباب.. الفتاة في صلب تنمية دامجة ومستدامة”، يأتي “انسجاما مع الرؤية الاستراتيجية لبلادنا، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس التي تجعل من الاستثمار في الشباب، وبالأخص النساء والفتيات، مدخلا أساسيا لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة”.
وأضاف الوزير، في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام لقطاع الشباب، مصطفى مسعودي، أن “انعقاد هذا المنتدى يندرج في سياق وطني يشهد، انخراطا جادا في أوراش إصلاحية كبرى من بينها تعزيز منظومة الحماية الاجتماعية وتطوير خدمات الاستقبال والمواكبة للفتيات في وضعية هشاشة وتوسيع العرض التربوي والاجتماعي داخل مؤسسات الشباب، وتعزيز برامج الإدماج الاقتصادي والتكوين المهني ودعم المقاولات الشابة”.
وعدّ المسؤول الحكومي ذاته أن “هذه الدينامية الوطنية المدعومة بشراكات استراتيجية مع المجتمع المدني ومؤسسات دولية تعكس إرادتنا الراسخة في جعل الفتاة في قلب مسار التنمية الدامجة والمستدامة”.
وفي هذا الصدد، شدد بنسعيد على أن “تمكين الفتاة ليس مجرد مطلب حقوقي، بل رافعة أساسية لبناء مجتمع متوازن يتيح لجميع أفراده، نساءً ورجالا، المساهمة في صنع مستقبل أفضل”، موضحا أنه “من هنا تبرز أهمية هذا المنتدى الذي يجمع الخبراء والباحثين والفاعلين المؤسساتيين لتبادل التجارب والخبرات وصياغة توصيات عملية لتعزيز إدماج الفتيات في مختلف المجالات”.
وحرصت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في هذا المنتدى، وفق المصدر نفسه، على “مقاربة شمولية لقضايا الفتاة، وذلك عبر خمس ورشات موضوعاتية تتناول التربية والتكوين، الصحة والرفاه النفسي، التنمية الذاتية، القيادة والمشاركة المواطنة، الإدماج الاقتصادي والمجالي، ومكافحة العنف وحماية الحقوق”.
“هذه المحاور تعكس حجم التحديات والرهانات التي تواجهنا، لكنها في الوقت ذاته تفتح أمامنا آفاقا رحبة لإيجاد حلول مبتكرة وملائمة لواقعنا الوطني مستلهمة الممارسات الفضلى على المستويين الإقليمي والدولي”، يورد بنسعيد، مؤكدا يقينه بأن هذه “التظاهرة العلمية ستسفر عن خلاصات استراتيجية وعملية وخطة عمل واضحة تشكل دعامة قوية لتعزيز السياسات العمومية وبرامج موجهة للفتيات”.
وخلص الوزير إلى أن المنتدى العلمي الممتد على يومين سيساهم أيضا “في ترسيخ ثقافة المساواة وتكافؤ الفرص بما يتماشى مع التزامات المغرب الدولية وأهداف التنمية المستدامة”.
يشار إلى أن هذا المنتدى العلمي يستهدف بالأساس الشباب من مختلف الأوساط الحضرية والقروية، والفاعلين المؤسساتيين على المستويين الوطني والمحلي، بالإضافة إلى الجمعيات والمنظمات غير الحكومية وشبكات المجتمع المدني والشركاء التقنيين والماليين الدوليين، فضلا عن الخبراء والباحثين والممارسين.