أكد حزب فدرالية اليسار الديمقراطي أن “النقاش مفتوح داخل المكتب السياسي بشأن التحالفات الانتخابية مع حزبي التقدم والاشتراكية والاشتراكي الموحد”، مورداً أن “القرار النهائي سيكون بعد توفر مجموعة من الشروط، ومن ناحية أخرى بعد انتهاء المشاورات مع وزارة الداخلية بخصوص المنظومة العامة المؤطرة للانتخابات التشريعية لسنة 2026، ولاسيما عند معرفة هل سيتم استدعاء الفدرالية لهذه الاجتماعات أم لا”.
وقال علي بوطوالة، نائب الأمين العام للحزب، إن “وزارة الداخلية استبعدت حزبنا من المشاورات التي كانت في المرحلة الثانية عقب تقديم المذكرات”، مضيفاً أن “الحزب ينظر في مسألة التحالفات والحاجة إلى تصور وحدوي حقيقي، لكن هذا سيتضح بشكل أوسع عقب انتهاء هذه المشاورات التي تقدمنا فيها بالكثير من العناصر والاقتراحات التي تنتظر أخذها بعين الاعتبار”.
من جهة أخرى شدد المتحدث لجريدة هسبريس على أن الفدرالية انخرطت بالفعل في المشاورات التي جرت مع حزب التقدم والاشتراكية الأسبوع الماضي، مستدركا: “لكن مازالت هناك تحفظات لدينا ننتظر أن نتجاوزها عبر طرح أرضية صلبة قبل الخوض في أي تحالف”، ومفيداً بأن “المهم في التحالف هو البرنامج والوفاء بالالتزامات، فهما ما يُنتج الثقة، سواء بين الأحزاب والمواطنين أو بين الطبقة السياسية بشكل عام وأحزاب اليسار بشكل خاص”.
وبالنسبة للقيادي في “حزب الرسالة” فإن “ما ولّد ضعف الثقة بين الأحزاب اليسارية هو الانقلاب على المواقف بين عشية وضحاها لأسباب واهية وحسابات ضيقة”، وتابع: “نريد وضع نقطة التقاء حقيقية بين القوى اليسارية المغربية لتسير في برنامج نضالي محدد، لأن الشارع المغربي بحاجة إلى قوة من هذا النوع أمام التراجعات الكثيرة التي تعيش بلادنا على وقعها”.
واستحضر المسؤول الحزبي ذاته ضرورة الخروج من هذا الوضع “العضال” الذي يطبع اليسار في العالم، بما يشمل التجربة الفرنسية عقب تأسيس “الجبهة الشعبية الجديدة”، معتبراً أن “السياق المغربي مع ذلك يختلف، ولاسيما أن فرنسا بلد ديمقراطي؛ ونتائج الانتخابات في هذه الدولة الأوروبية تُعبّر عن الخريطة السياسية الحقيقية الموجودة على الأرض”.
وشدد بوطوالة على أن “المشكلة المحورية تكمن في نزاهة الانتخابات”، وزاد أن “بعض القوى التي يُعتقد أنها قوية ولها حضور لا تقوم بأي أنشطة، بينما هناك قوى أخرى لها أنشطة متحركة وديناميكية، لكنها لا تظهر في الانتخابات، أو تظهر في نطاقات صغيرة”.
لكل ذلك أورد نائب الأمين العام لحزب فدرالية اليسار الديمقراطي: “حينما نلتقي ونتحاور، ونتفق على برامج الحد الأدنى من التوافق السياسي، لا ينبغي أن تكون النتيجة مجرد تبادل مواقع، بل يجب أن تثمر في النهاية شيئًا ملموسًا”، وختم: “أما إذا كانت الفرصة مجرد وسيلة للدخول إلى الحكومة أو لاكتساب مكاسب فإننا نعود إلى التموضعات السابقة، ولا نخرج بنتائج حقيقية. ونحن لا نريد أن نعيد الأخطاء السابقة، بل نريد أن نجد حلولًا حقيقية”.
وكانت جريدة هسبريس الإلكترونية علمت من مصادر مطلعة أن عملية “لمّ شتات اليسار الوطني” قبيل محطة الانتخابات التشريعية لسنة 2026 انطلقت بشكل فعلي الأسبوع الماضي، من خلال لقاءات ثنائية جمعت جمال العسري، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، وعبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، مع نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية.