تنطق أشعار غزة باللغة الإيطالية في أحدث ترجمات مختارات لشعراء من القطاع الفلسطيني كتبت تحت القصف الإسرائيلي المستمر، وهي أشعار انتخبها الشاعران المغربيان عبد اللطيف اللعبي وياسين عدنان.
وبعد صدور مختارات “غزة: أَهناك حياة قبل الموت؟” باللغتين العربية والفرنسية، تصدر باللغة الإيطالية، بترجمة أنطونيو ديسبوزيتو، وتقديم الشاعر غيسيبي غوفريدو، بعنوان: “إذا كان لا بدّ لي أن أموت فلا بد أن تعيش أنت”، وهو ما علق عليه الشاعر والإعلامي ياسين عدنان بقوله: “هذا العنوان استعارته النسخة الإيطالية من القصيدة التي افتتحنا بها هذه الأنطولوجيا، وهي للشاعر رفعت العرعير الذي استُشهد يوم 6 دجنبر 2023 إثر قصف إسرائيلي”.
وتابع الشاعر المغربي الذي أعدّ مع اللعبي منتخبات شعر شعراء غزة، وقبل ذلك مختارات القصيدة الفلسطينية الشابة بعنوان “أن تكون فلسطينيا”: “بالمناسبة، كم قصفا تم منذ ذلك الوقت؟ وكم شهيدا انضاف إلى لائحة الموت الإسرائيلية؟ ومع ذلك سيبقى صوت الشاعر مدويا عبر جهات الأرض وعبر العصور، فاضحا الجرائم التي حصلت قبل استشهاده وبعده”.
ووفق معلومات استقتها جريدة هسبريس الإلكترونية فقد جرى الاشتغال على إعداد هذه المختارات الشعرية في أصلها العربي، ثم ترجمتها خلال القصف الإسرائيلي المستمر على غزة. “كان هذا وسيلتنا للتضامن مع غزة. وبدأ الأمر بالاتصال للاطمئنان على أصدقاءٍ عبر فيسبوك، وجاءت فكرة إعداد شيء… لأن وسيلتنا الوحيدة التي نعرفها للتضامن هي الشعر، وأن يكون صوتُ غزة حاضرا”، يورد عبد اللطيف اللعبي وياسين عدنان.
وتضمّ “المُنتخبَات” شعراء أغلبهم يقطنون بغزة الفلسطينية، وبينهم شاعران شهيدان قتلهما الجيش الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وألمانيا وبريطانيا، هما: نور الدين حجاج ورفعت العرعير.
ومن بين شاعرات “المنتخبات” الشاعرة آلاء القطراوي التي قتلت إسرائيل أطفالها الأربعة، وقد طلَبت من السلطات الإسرائيلية أن تبحث عن جثامينهم، لكن سلطات الاحتلال رفضت ذلك.
وتقول المختارات إن أصواتها “الغزّاوية الستة والعشرين، من الإناث والذكور (…) قد لا تحتمل أن تطغى عليها أصوات خارجية، حتى لو كانت صادرةً عن أشخاص يحملون أصدق مشاعر التّضامن وحُسنِ النية، لتطمس قوة أصواتهم وتحوّلاتها المُنفلتة، وتحجُبَ تنهُّداتها، تلعثُماتها، حشرجاتها، ونوبات الصمت التي تعتريها أمام واقع قياميّ تُفْرَغُ فيه الكلمات من جوهرها، ويغدو البحث عن أدنى ذرّةٍ من المعنى في الواقع المعيش ضربًا من الوهم”، وتتابع: “هذه الأصوات لا تحتاج إلى تحاليلنا المُتعالمة، ولا إلى الحدّ الأدنى من استنكارنا، ومن رعشات تعاطفنا؛ ومنها يمكن أن نقبل، بكل تواضع، أن تصرخ في وجهنا: ‘اُصمتوا! دعونا نتكلّم. لدينا ما نقوله للعالم، وسنقول ذلك بكل ما أوتينا من قوة، في معترَكٍ لم يَطْرُقه الشعر قطّ'”.
وتحضر في الأنطولوجيا الجديدة الأصوات الشعرية لكل من رفعت العرعير، ونور الدين حجاج، وهشام أبو عساكر، وكوثر أبو هاني، ومصعب أبو توهة، وحامد عاشور، ويحيى عاشور، وأدهم العقاد، ووليد العقاد، ونور بعلوشة، وشروق محمد دغمش، وأشرف فياض، وأنيس غنيمة، وحيدر الغزالي، وفاتنة الغرة، ووليد الهليس، ونعمة حسن، وعثمان حسين، وهند جودة، وضحى الكحلوت، وحسام معروف، ومنى المصدّر، وآلاء القطراوي، ويوسف القدرة، وناصر رباح، وإيناس سلطان.