أكد عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، أن الحكومة “قامت بعمل كبير بخصوص الصحة في المغرب، سواء تعلق الأمر بإعداد القوانين أو ميزانية هذا القطاع، وتوجد مجموعة من المستشفيات الجامعية التي سيتم افتتاحها خلال هذه السنة، وأخرى خلال السنة المقبلة”.
وأوضح رئيس الحكومة، في كلمته ضمن فعاليات اللقاء الخامس من “مسار الإنجازات” لحزب التجمع الوطني للأحرار، السبت بمراكش، أنه “تم في إطار مسلسل الإصلاح، إطلاق المجموعات الصحية الترابية، والتي كانت أولاها بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، في أفق تعميمها على جميع جهات المملكة”، مبرزًا أن “هذه المجمعات الصحية ستتمتع بالاستقلالية عند اتخاذ القرارات”.
وتابع شارحًا: “في مقابل ذلك، فنحن لا نقول بعدم وجود مشاكل في قطاع الصحة، وهي موجودة، لأن هناك إرثًا كبيرًا في هذا الإطار. وأنا أتفهم بعض الأشخاص الذين يريدون استثمار وجود هذه الحكومة للضغط، من أجل حلّ جميع المشاكل بشكل آني ومستعجل… وبالفعل سنحاول حل المشاكل على قدر المستطاع”.
وأقرّ في هذا الصدد بوجود “واقع يومي يعاني منه المواطن على مستوى المستشفيات، وهو واقع يجب أن يتحسن، من خلال تدخل الإدارة، سواء على المستوى المحلي أو المركزي. ولا بد في هذا الصدد من شكر مهنيي قطاع الصحة على مستواهم الكبير والأدوار التي يقومون بها”، مردفًا: “هؤلاء يجب أن تمنح لهم إمكانيات الاشتغال على الوجه الأمثل؛ لكن مع الأسف هناك آخرين لا يؤدون مهامهم بالشكل المطلوب، رغم أنهم أدوا القسم عند تخرجهم، مما يستدعي اتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم”.
في سياق متصل، قال أخنوش إن الحكومة “لن تسمح لبعض الشركاء بأن يأخذوا الأطباء من القطاع العام، ولدى وزير الصحة تعليمات للتدخل في هذا الإطار لفرض احترام القانون”، في وقت عبّر عن دعمه للزيارات التي قام بها الوزير التهراوي إلى عدد من المستشفيات الجهوية والإقليمية.
ولفت أيضًا إلى أنه “في السابق، كان البعض يتخوف من مباشرة إصلاحات هيكلية في قطاعي الصحة والتعليم، بالنظر إلى صعوبة الإصلاح، غير أن حزب “التجمع الوطني للأحرار” وضعهما على رأس أولوياته خلال إعداده لبرنامجه الانتخابي؛ مما مكّن من تحقيق عدة إنجازات مهمة بقطاع التعليم، منها تحويل 50 في المائة من المدارس الابتدائية إلى “مدارس رائدة”، في أفق تعميم التجربة عليها في 2027”.
وذكر كذلك أن “ثلث الإعداديات هي إعداديات رائدة، وسيتم تحقيق نسبة 100 في المائة مع الدخول المدرسي لسنة 2027″، موضحًا أن “برنامج مدارس وإعداديات الريادة، هدفها ليس تشكيل النخبة، وإنما تعميم تكوين ذي جودة على التلاميذ بمختلف المدارس العمومية بالمملكة”، في وقت نوّه بـ”العمل الاستثنائي والكبير الذي يقوم به نساء ورجال التعليم لإنجاح هذا البرنامج، وهذا شيء مفرح”.
استغل رئيس الحكومة وحزب التجمع الوطني للأحرار مناسبة إقامة اللقاء المنظم بتراب جهة مراكش – آسفي للحديث عن ملف “زلزال الحوز”، إذ أكد ترؤسه لحوالي 16 اجتماعًا بهذا الخصوص، وهو ما كان وراء استكمال بناء 51 ألف منزل متضرر، وإنشاء 118 كلم من الطرق، و85 كلم من المسالك القروية، إضافة إلى استصلاح 123 كلم من السواقي، ناهيك عن تأهيل 306 مدرسة جديدة و103 من المراكز الصحية”.
بخصوص الدخول السياسي الجديد، قال أخنوش: “ما يهمنا خلال السنة الأخيرة من عمر الولاية الحكومية هو الدفع قدما بالمشاريع الكبرى لإتمام إنجازها كما يجب لمصلحة بلادنا ومن أجل المواطنين، مع الحرص على تجنب هدر الزمن الحكومي”.
وتابع: “السنة الأخيرة هي أيضًا سنة انتخابية بامتياز، ومن مسؤوليتي كرئيس للحكومة الحفاظ على التوازنات داخل الحكومة ومكونات الأغلبية، كي يتم إتمام تنزيل مختلف البرامج على الصعيد الوطني وفي الجهات والعمالات بالشكل المطلوب”.
ونبّه أيضًا إلى أن “على الفاعل السياسي في هذه الفترة تحري الحذر في خطابه كي لا يتم التشويش على عملية تنفيذ البرامج، في حين توجد على عاتق رئيس الحكومة والأحزاب الثلاثة المكونة للأغلبية مسؤولية كبيرة في إيصال قطار البرامج التنموية إلى محطته الأخيرة”.
ضمن كلمته أمام أعضاء المكتب السياسي لحزبه وعدد مهم من “التّجمعيين”، ذكّر المسؤول ذاته بأن “الحكومة عملت على إخراج محطة تحلية مياه البحر بآسفي إلى حيز الوجود، والذي يعد من المشاريع الكبرى بجهة مراكش – آسفي، وهو مشروع طموح سيمكن من تزويد مراكش بالماء الشروب قبل متم سنة 2026”.
كما ثمّن المنجزات في قطاع السياحة بمدينة النخيل، حيث كشف أن “التطور المستمر لمؤشرات السياحة يستدعي رفع التحديات التي تواجه هذا القطاع، ولاسيما الطلب المتزايد من السياح على المدينة”، مبرزًا كون هذه الأخيرة “تعرف وجود عدد كبير من الأوراش، التي من المرتقب أن ترتفع وتيرة تنزيلها مع تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، وأن تأخذ نسقًا أسرع استعدادًا لاحتضان مونديال 2030”.
ويأتي ذلك، حسب رئيس الحكومة، بالموازاة مع تعبئة الإمكانيات من أجل إنجاز مشروع توسعة مطار مراكش المنارة، لاستقبال السياح في أفضل الظروف، وذلك لمواكبة المنحنى التصاعدي للسياحة، إذ يقترب القطاع من بلوغ 20 مليون سائح، وهو أمر لم يأت من فراغ بل بالجدية والعمل المتواصل والاستثمارات الناجحة.