كشف برنامج “المثمر” للزرع المباشر، الذي تشرف عليه مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، عن النتائج التي حققتها المنصات التطبيقية الخاصة بالحبوب والبقوليات والقطاني، الخاضعة لمواكبة مهندسيه وأطره خلال موسم 2024 ــ 2025.
وأكدت النتائج التي قُدمت برحاب جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، الجمعة، تحقيق نتائج إيجابية في صنف الحبوب؛ إذ بلغت نسبة المردودية البيولوجية 21 في المائة، مع تسجيل نسبة جيدة بخصوص البذور بلغت 23 في المائة، موازاة مع تحسّن هامش ربح الفلاح بنسبة 53 في المائة، وذلك حسب عدد الهكتارات المزروعة.
وأثمرت المجهودات المبذولة في هذا الصدد أيضا عن تحقيق نتائج إيجابية في صنف القطاني؛ إذ بلغت المردودية البيولوجية 25,1 في المائة، فيما تطور هامش الربح بنسبة 42 في المائة، أي بزيادة بلغت 4073 درهما في الهكتار الواحد.
كمال الحيان، المسؤول عن الوحدة العلمية ببرنامج “المثمر”، أكد “وجود مقاربة علمية واضحة تربط بين الحقل وآخر ما توصلت إليه العلوم، في إطار مساعي تشجيع مختلف أصناف الزراعات وتوفير ظروف جيدة لزراعة مُنتِجة وأكثر استدامة، أخذا بعين الاعتبار تحدي التغيرات المناخية”.
وقال الحيان: “من أبرز ما توصلنا إليه خلال موسم 2024 ــ 2025، كون الممارسات الجيدة تساهم في تحسين مردودية المنتوج وفعالية بذوره، عبر استخدام الأسمدة بشكل عقلاني، ما دام أن المعطى المتعلق بالحجم وزمن التدخل من قبل الفلاح يُعد مهما”.
وأفاد بأنه “من خلال المنصات التطبيقية التي يقوم مهندسو المثمر بمواكبة مالكيها، تتضح أهمية تبنّي مقاربة علمية وتشاركية تقوم على ممارسات سليمة تدعم تحسين الإنتاجية والمردودية”، مبرزا أن “العلاقة بين نتائج المختبرات العلمية والممارسات المتبعة على مستوى الحقول باتت ضرورية وأكيدة”.
وسجّل المسؤول ذاته أن “برنامج المثمر يواكب حاليا حوالي 40 ألف فلاح، ويمثل حلقة وصل بين الباحثين والحقل. ويتكون فريق البرنامج من حوالي 124 مهندسا زراعيا وتقنيا، سواء في مجال المياه أو الزراعات الحافظة”.
وبحسب المصدر عينه، فإن “عدد المنصات التطبيقية يفوق 9 آلاف منصة، منها 876 منصة خاصة بالحبوب، بينما تختص 226 أخرى منها في البقوليات والقطاني”، مبرزا “الحرص على أن تشمل هذه المنصات مختلف مناطق المملكة، سواء تعلق الأمر بالمناطق البورية أو السقوية”.
واستعرض الحيان شهادات فلاحين مغاربة مستفيدين من مواكبة برنامج المثمر بالزرع المباشر، سواء تعلّق الأمر بالحبوب أو البقوليات، الذين تمكنوا من رفع إنتاجيتهم وهوامش ربحهم كذلك.
جدير بالذكر أن هذه النتائج قُدّمت في إطار الدورة 17 لـ”مختبر المثمر للابتكار المفتوح”، بحضور مسؤولي البرنامج ومهندسيه، إلى جانب باحثين متخصصين مغاربة وأفارقة، وأيضا فلاحين من مناطق مختلفة من المملكة.