اعتبر المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن الاحتجاجات السلمية التي عرفتها مدينة أكادير تكشف هشاشة المستشفيات العمومية بالمغرب، وتسلط الضوء على تردي الخدمات الصحية وقلة الموارد والتجهيزات، وما يترتب عن ذلك من تداعيات وخيمة على حياة المرضى وحقهم في العلاج.
وأشار الحزب في بلاغ له عقب اجتماع مكتبه السياسي، إلى أن هذا الواقع المزري لا يقتصر على جهة سوس ماسة، بل يعاني منه عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية العمومية في مختلف أنحاء البلاد.
وبحسب البلاغ الذي تتوفر “العمق” على نسخة منه، فإن هذا الوضع يأتي في ظل إعطاء الحكومة الحالية الأسبقية للقطاع الصحي الخصوصي على حساب المستشفى العمومي، والذي يفترض أن يكون أولوية لضمان الحق الإنساني والدستوري في الولوج للعلاج.
وأضاف الحزب أن تصاعد الاحتجاجات الاجتماعية، الناتج عن الأوضاع المعيشية المتدهورة، يؤكد فشل السياسات الحكومية الحالية، التي لم تظهر لا الجرأة التواصلية ولا الحس السياسي ولا الكفاءة الضرورية للاستجابة لمطالب المواطنات والمواطنين، مبرزا تضارب مصالح الحكومة وغياب التواضع المطلوب في التعاطي مع الواقع، وفق تعبيره.
وحذر حزب “الكتاب” الحكومة من تداعيات ما اعتبره “إمعانها في إنكار غلاء الأسعار وتدهور القدرة الشرائية لمعظم الأسر المغربية”، داعيا إياها إلى “تجنُّبِ استفزاز الرأي العام عبر ادِّعاءِ إنجاز كل شيء وبشكلٍ غير مسبوق”.
وفي هذا السياق، سجل حزب التقدم والاشتراكية استغرابه من الخروج الإعلامي لرئيس الحكومة، واعتبره “خروجا بلا أي قيمة مضافة”، وأنه كرس خطاب التبرير والادعاء بتحقيق إنجازات غير موجودة على أرض الواقع حسب البلاغ ذاته.
وبخصوص التعليم العالي، فقد رحب المكتب السياسي باستئناف الحوار القطاعي، مشددا على ضرورة أن يسفر عن حلول ناجعة قبل إحالة مشروع القانون المنظم للتعليم العالي على المسطرة التشريعية، مع الالتزام بتنفيذ أي مخرجات فعلية لتفادي الاحتقان ودفع السنة الجامعية نحو “المجهول”.
وشدد الحزب على أن نجاح إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، على أساس استقلالية الجامعة وديمقراطيتها ووحدتها ومجانيتها، لن يتحقق إلا من خلال إشراك جميع الفرقاء والأجهزة الجامعية لضمان تعبئة وانخراط الجميع.
كما نوه المكتب السياسي بالأدوار التي يقوم بها قطاع التعليم العالي للحزب، في مجالات النضال والاقتراح، مشيرا إلى عقد لقاءين وطنيين خلال الشهر الجاري، استعدادا لتنظيم ندوة وطنية حول إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي.