يعود المخرج المغربي عبد الواحد مجاهد إلى الساحة السينمائية بفيلم طويل جديد يحمل عنوان “زيزو”، وهو عمل درامي اجتماعي شرع في تصوير مشاهده خلال الأيام القليلة الماضية بمدينة أكادير، حيث اختار أن يراهن على الأجواء الصيفية والفضاءات الطبيعية التي توفرها المدينة لإغناء المشاهد البصرية.
الفيلم الجديد يروي، حسب مخرجه، حكاية غير مألوفة عن طفل صغير ينحدر من قرية بسيطة ويعيش حياة صعبة، فيجد نفسه مدفوعا نحو عالم الغولف في ظروف استثنائية، وذلك في قصة تجمع بين براءة الطفولة وقوة الإرادة وأحلام الصغار التي قد تلامس الكبار أيضا.
وفي حديثه لهسبريس، كشف عبد الواحد مجاهد أن “زيزو” يسرد قصة طفل يعيش مع والدته في القرية، وبينما تضطر الأم إلى الاشتغال بشكل مؤقت في أحد نوادي الغولف لإعالة أسرتها، يتزامن عملها مع العطلة الصيفية، فتأخذه معها إلى مقر عملها. هناك يكتشف الطفل هذه الرياضة عن قرب، ليبدأ رحلة التعلم من خلال مراقبة اللاعبين، قبل أن ينخرط في تدريبات فردية قرب مكان سكنه بأدوات بسيطة، ويغوص في تفاصيل لعبة لم تكن مألوفة في بيئته.
وأضاف المخرج أن مسار الأحداث يعرف منعطفا مؤثرا عندما يلتقي الطفل برجل أعمال ثري فقد زوجته ويعيش عزلة نفسية، فيجد في الطفل فرصة لإحياء مشاعره من جديد، فيقرر تبنيه ورعايته، ويأخذه معه لتلقي تكوين حقيقي في رياضة الغولف. ومع مرور الوقت، يحاول تسجيله في بطولة مهمة لكنه يتفاجأ باختفاء الطفل ووالدته بعد هجرتهما من القرية، مما سيدفعه إلى الدخول في رحلة بحث طويلة للعثور عليه، حتى يتمكن من تحقيق حلمه الكبير.
وبشأن اختياراته الفنية، أبرز مجاهد أنه بحث طويلا عن طفل قادر على تجسيد البطولة، إلى أن عثر على موهبة استثنائية تبلغ من العمر عشر سنوات، أبانت عن قدرات مذهلة في التشخيص، مؤكدا أن الرهان الأكبر في هذا الشريط هو تقديم أداء طبيعي وواقعي يلامس مشاعر الجمهور.
ويشارك إلى جانب الطفل في بطولة “زيزو” كل من الممثلة ساندية تاج الدين، وعبد اللطيف شوقي، والبشير واكين، ونبيل عاطف، إلى جانب أسماء أخرى في أدوار ثانوية، ما يمنح العمل توليفة من الطاقات الفنية المتنوعة.
واختار المخرج عبد الواحد مجاهد أن يجعل من مدينة أكادير فضاء لتصوير مشاهد فيلمه الجديد، مبرزا أن قرار التصوير هناك لم يكن اعتباطيا، بل جاء نتيجة رغبته في الأجواء الصيفية وقناعته بما توفره المدينة من إشعاع طبيعي يمنح للعمل بعدا بصريا خاصا.
وبهذا المشروع الجديد، يضيف عبد الواحد مجاهد لبنة أخرى لمساره السينمائي، بعد النجاح الكبير الذي حققه شريطه السابق “ضاضوس” في القاعات السينمائية والذي جعله يتفوق على مجموعة من الإنتاجات ويحتل صدارة إيرادات الأعمال الوطنية.