كشفت مجموعة أكديطال، الرائدة في قطاع الصحة الخاص بالمغرب، عن استراتيجيتها للتوسع الدولي التي أعطت الأولوية لمنطقة الشرق الأوسط على حساب إفريقيا جنوب الصحراء، مرجعة ذلك إلى وجود سياسات استثمارية أكثر ملاءمة في الخليج وعوائق قانونية واجهتها في القارة. وأعلنت المجموعة، وفقا لما أوردته مجلة “جون أفريك”، عن بدء عملياتها الدولية بالاستحواذ على مستشفى في الرياض وتخصيص استثمارات كبيرة للسوقين السعودي والإماراتي.
وفسر رشدي طالب، الرئيس المدير العام للمجموعة، في تصريح أوردته المجلة الفرنسية، أن الشركة أجرت عمليات استكشاف في القارة الإفريقية لكنها اعتبرت أن الشروط لم تكتمل بعد. وكشف عن فشل محاولة سابقة للتوسع في موريتانيا بسبب القوانين المحلية التي لا تسمح للمستثمر الأجنبي بامتلاك حصة الأغلبية، مشيرا إلى أن المباحثات مع السلطات المحلية لم تكلل بالنجاح، لكنه أكد أن استكشاف الفرص في دول أخرى مثل كوت ديفوار والسنغال لا يزال مستمرا.
وأوضح رشدي طالب، أن السعودية بلد استراتيجي، مؤكدا أن أڭديتال قامت بشراء أراض في الرياض لبناء مؤسستين صحيتين جديدتين. وأضاف أن المجموعة تخطط لافتتاح خمس مؤسسات في المجمل بالسعودية خلال السنوات المقبلة، تشمل مدينتي مكة والمدينة، على أن يتم افتتاح أولها بحلول عام 2027، بالإضافة إلى ثلاث مؤسسات أخرى مزمعة في الإمارات العربية المتحدة، اثنتان في جنوب دبي وواحدة في رأس الخيمة.
وأرجع التقرير السنوي للمجموعة سبب اختيار السعودية والإمارات إلى أنهما تجمعان بين سياسات عامة مشجعة على الاستثمار الخاص في الصحة، واحتياجات متزايدة للرعاية الصحية، ونمو ديموغرافي، وارتفاع في معدلات التغطية التأمينية. وأشارت المجلة إلى أن أڭديتال استحوذت في يوليوز الماضي على مستشفى عبد الرحمن المشاري بالرياض، وخصصت استثمارات بقيمة 200 مليون دولار للسوق السعودية، كما تخطط لافتتاح خمس مؤسسات هناك وثلاث أخرى في الإمارات.
وجاء هذا التوسع الدولي مدفوعا بالنمو المتسارع الذي حققته المجموعة في المغرب، حيث تجاوزت أهدافها بتحقيق إيرادات قاربت 3 مليارات درهم سنة 2024، وهو رقم كانت تطمح لبلوغه في 2026. وأشارت “جون أفريك” إلى أن نتائج النصف الأول من 2025 أكدت هذا النمو، حيث بلغت الإيرادات ما يزيد قليلا عن 2 مليار درهم، بزيادة قدرها 67٪ مقارنة بالعام الماضي، فيما تتوقع المجموعة أن يتراوح رقم معاملاتها الإجمالي في 2025 بين 4.5 و5 مليارات درهم.
وتابعت المجموعة، التي توظف 8530 شخصا، تكثيف استثماراتها المحلية التي تجاوزت 250 مليون يورو في عام ونصف، بهدف توسيع وجودها ليشمل 32 مدينة في المملكة عبر 62 مؤسسة بحلول عام 2027. وأكد رشدي طالب أن المجموعة تخطط لافتتاح 12 مؤسسة جديدة هذا العام، ثلاثة منها أصبحت جاهزة بالفعل في مدينتي العيون وكلميم.