يُعد موقع “تِكْنيوين” الأثري، الواقع بهضبة تاسْريرْت التابعة لجماعة إزناكن بإقليم ورزازات، كنزا فريدا يجمع بين القيمة الجيولوجية والأركيولوجية. يتميز الموقع بتنوع طبقاته الصخرية وتشكيلاته الطبيعية، إضافة إلى احتوائه على شواهد تاريخية تعكس عراقة الحضارة الإنسانية التي استوطنت هذه المنطقة منذ قرون.
تزداد أهمية الموقع بفضل موقعه الاستراتيجي على مقربة من الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين تازناخت وتاليوين، ما يجعله وجهة سهلة الوصول وقابلة للتحول إلى محطة سياحية وثقافية بارزة.
مصدر الصورة
ورغم هذه الإمكانيات الهائلة، يعاني الموقع من إهمال كبير وتهميش يجعله عرضة للتخريب. وقد تفاقمت أوضاعه بعد الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، حيث ظهرت على صخوره تشققات وتصدعات تهدد استقراره الجيولوجي.
وفي تصريح لـ”العمق المغربي”، أكد أحمد الخطابي، الباحث في التاريخ والتراث، أن “تِكْنيوين” موقع ذو أهمية قصوى، موضحا أن غياب الأبحاث الأثرية الميدانية حال دون تحديد الفترة التاريخية الدقيقة للموقع، مشددا على أن هذه الأبحاث هي المدخل الأساسي لإعادة الاعتبار لهذا الإرث الثقافي وربطه ببرامج التنمية والسياحة الثقافية بالمنطقة.
مصدر الصورة
وأضاف الخطابي أن الموقع قد يعود إلى فترة ما قبل التاريخ أو التاريخ القديم، مشيرا إلى أن وجوده مؤكد منذ فترة الحماية الفرنسية، وهو ما تدل عليه بعض الصور الأرشيفية. ويعزز فرضية قِدمه وجود مواقع للنقوش الصخرية والمغارات الجيولوجية بالقرب منه، وهو ما يستدعي تصنيف هذا الرصيد الأثري وحمايته وتثمينه.
وأطلق الباحث نداء عاجلا للجهات الوصية، وفي مقدمتها وزارة الثقافة والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، والجامعات المغربية، خصوصا جامعة ابن زهر بأكادير، لإطلاق برنامج لتثمين التراث الثقافي بالمنطقة، والبدء بإجراء أبحاث ميدانية في موقع “تِكْنيوين” لفك رموزه وتقديم معلومات تاريخية دقيقة.
كما دعا الخطابي المجتمع المدني إلى تحمل مسؤوليته من خلال تنظيم أنشطة توعوية وزيارات ميدانية للتلاميذ والطلاب، بهدف غرس الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي ودوره في دفع عجلة التنمية المحلية وربط المواقع التاريخية بالاقتصاد والسياحة.