في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قالت دوبرافكا سويكا، المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون المتوسط، في كلمتها خلال الخلوة رفيعة المستوى حول مستقبل العلاقات الأورو-متوسطية التي نظمتها وزارة الخارجية المغربية اليوم الخميس بالرباط، إن “الروابط التي تجمع الدول المتوسطية تعود إلى قرون طويلة وهي متجذرة في التاريخ، إذ تذكرنا أن مستقبلنا مشترك أيضًا، وأن التعاون جزء من هويتنا”، مضيفة أن “خلوة الرباط تأكيد على طموح المغرب ودوره البارز في تعزيز التعاون المتوسطي”.
وأبرزت سويكا أن “المملكة المغربية، كما هو معروف، شريك استراتيجي رئيسي للاتحاد الأوروبي، وشراكتنا فريدة وواسعة النطاق. كما يلعب المغرب دورًا حيويًا كجسر للتعاون مع إفريقيا؛ وهذا أمر واضح”، معتبرة أن “هذه الخلوة فرصة ممتازة للنقاش المفتوح وبناء تبادل عملي وفعال، والاستماع إلى مختلف الآراء والأفكار التي يمكننا دمجها في رؤانا ووثائقنا وفي الميثاق الجديد من أجل المتوسط، الذي هو حاليًا قيد الإعداد”.
وشددت المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون المتوسط على أن “العالم يعيش حالة من عدم اليقين الجيوستراتيجي والاقتصادي العميق.. وبالتالي، فإن التعاون الوثيق بين الشركاء ليس مجرد خيار؛ بل هو الطريق الأمثل للمضي قدمًا، وأنا سعيدة جدًا لأننا نجتمع اليوم بعقلية التعاون”.
وتابعت المسؤولة الأوروبية ذاتها: “في نونبر المقبل، سنحتفل بالذكرى الثلاثين لمسار برشلونة، وستكون هذه لحظة للتفكير في إنجازاتنا المشتركة، وفرصة لتحديد المرحلة التالية في بناء فضاء متوسطي مشترك، وأنا واثقة أن هذا الاجتماع سيقدم مساهمة كبيرة للميثاق الجديد من أجل المتوسط الذي نطوره بروح التعاون والابتكار المشترك؛ لأن طموحنا واضح، وهو تمهيد الطريق نحو فضاء مشترك للرخاء والسلام والاستقرار والأمن”.
وسجلت سويكا أن “الميثاق الجديد ليس مجرد استراتيجية إضافية، بل هو شراكة متساوية سيتم متابعتها وتنفيذها من خلال خطة عمل مشتركة”، حيث تم تشكيل الميثاق من خلال مشاورات واسعة وشاملة، في المقام الأول مع شركاء من جميع أنحاء الجوار الجنوبي ومن الاتحاد الأوروبي، ليس فقط الحكومات، بل أيضًا المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني ومراكز الأبحاث المختلفة، إذ تم تقديم العديد من الأفكار الممتازة، وسنبني عليها لضمان أن الاتفاقية الجديدة تلبي الاحتياجات والمصالح الحقيقية للجميع”.
وذكرت المتحدثة عينها أن “اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي حول الجوار الجنوبي، الذي عقد في 14 يوليوز، أظهر التزامنا المشترك بالعمل عن قرب عبر البحر الأبيض المتوسط، وقد حضر جميع الدول الأعضاء وكل الدول الشريكة، بما في ذلك فلسطين وإسرائيل”.
وزادت المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون المتوسط شارحة: “نريد تمكين شباب البحر الأبيض المتوسط، من خلال الاستثمار في التعليم العالي والتدريب المهني وفرص العمل؛ لأن الشباب مهم بشكل خاص في هذه المنطقة من العالم، مع العلم أن أوروبا تشهد انخفاضًا في معدلات الولادة؛ بينما يشهد هذا الجزء من العالم نموًا سريعًا. لذلك، علينا إيجاد توازن على هذا المستوى”.
وأضافت سويكا: “نريد أيضًا استغلال كامل إمكانيات اقتصاداتنا، فنحن نعلم أن هناك إمكانيات كبيرة متوقفة نوعًا ما.. وبالتالي، فإن التغير في الشركاء العالميين يفتح فرصًا جديدة لتنويع سلاسل الإمداد والإنتاج”، مشيرة أيضًا إلى أن الميثاق الجديد من أجل المتوسط يركز على تعزيز التعاون في مجال الأمن وإدارة الهجرة.