آخر الأخبار

فصائل طلابية تراهن على الاستقبال لبناء جسور مع الطلبة الجدد بالمغرب

شارك

تشهد العديد من المؤسسات الجامعية بالمغرب، مع كل بداية دخول جامعي، تنظيم عدد من الفصائل والتنظيمات الطلابية أنشطة لاستقبال الطلبة الجدد تستمر على مدار أيام. وتُعد هذه الأنشطة جزءا من استراتيجيات هذه الفصائل لتعزيز حضورها داخل الفضاء الجامعي، حيث تسعى إلى استثمارها ليس فقط لتقديم الدعم والخدمات التوجيهية التي تُيسر اندماج الوافدين الجدد؛ بل أيضا لترسيخ قيم التضامن والتعددية وتعزيز النقاش الفكري داخل الحرم الجامعي.

وبينما تؤكد بعض التنظيمات الطلابية على الطابع الإنساني والخدماتي لهذه الأنشطة، ترى أخرى أنها مناسبة لترجمة مرجعياتها الثقافية والفكرية إلى أنشطة تضامنية وثقافية تسهم في تكوين وعي الطالب الجديد وصقل تجربته الجامعية بما يعكس هوية كل تنظيم ومرجعيته.

محمد حفيظي، الكاتب المحلي لمنظمة التجديد الطلابي – فرع الرباط، قال إن “تنظيم عملية استقبال الطلبة الجدد بمختلف المؤسسات التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط يأتي في إطار تنزيل الفرع المحلي للعمليات الكبرى التي تباشرها المنظمة على الصعيد الوطني داخل مختلف المؤسسات الجامعية بالمغرب، وتستهدف 50 ألف طالب على الأقل، خاصة من الجدد”.

وسجّل حفيظي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه العملية تأتي من منطلق إنساني أساسي يحاول من خلاله مناضلو المنظمة إذكاء روح التضامن والتعاضد والتكافل في الوسط الجامعي عبر تقديم خدمات طوعية ومجانية لفائدة الطلبة الجدد من قبيل الاستقبال والتوجيه والإرشاد والمساعدة على مباشرة الإجراءات الإدارية لعملية التسجيل؛ بما يُسهل اندماجهم في الحياة الجامعية، ويخفف وطأة الغربة والدهشة التي تنتج عن الاتصال الأول بالوسط الجامعي”.

وتابع المتحدث ذاته بأن “تنزيل عملية استقبال الطلبة الجدد يأتي أيضا من منطلق الإيمان العميق بمسؤولية مكونات الحركة الطلابية تجاه الحرم الجامعي والجامعة المغربية العمومية عموما، وضرورة إسهام التنظيمات الطلابية إلى جانب باقي الهيئات الإدارية والبيداغوجية في تسيير عملية التسجيل لضمان دخول جامعي سلس وأجواء حيوية إيجابية”.

وخلص الكاتب المحلي لمنظمة التجديد الطلابي – فرع الرباط إلى أن “القيمة الجوهرية لهذه العملية السنوية على مستوى الحركة الطلابية تتجسد في كونها تشكل محطة مصيرية وحساسة في رسم وعي وذهنية الطالب الجديد وفي توسيع تصوراته وتمثُّله لمفهوم الجامعة بشكل يتجاوز مجرد التحصيل العلمي والتقني إلى الانخراط في العمل الطلابي وإرساء قطيعة مع المرحلة التلمذية عبر الانتقال إلى المرحلة الطلابية كفضاء للتعددية وممارسة الحريات النقابية والسياسية والالتزام بالدفاع عن القيم النبيلة والقضايا العادلة الوطنية والإسلامية والأممية”.

من جهته، أوضح لحسن الناصري، عضو الحركة الثقافية الأمازيغية – موقع أكادير، أن “الحركة الثقافية الأمازيغية لا تمارس الاستقطاب من خلال عمليات استقبال الطلبة الجدد، حيث إن هذا المفهوم لا يقدّم للطالب الجديد هامشا من الحرية لاستخدام عقله النقدي من أجل الدخول في غمار النضال الجامعي”.

وأضاف الناصري، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الحركة الثقافية الأمازيغية تستقبل دائما الطالب الجديد بالعرف الأمازيغي “تاويزا”، ومعناه التضامن والتعاون بين الطلبة، أي استنادا إلى المرجعية الأخلاقية والقيم الكونية الأمازيغية”.

وتفاعلا مع سؤال للجريدة حول كيفيات التوفيق عبر أنشطة الاستقبال بين تقديم الدعم الخدماتي للطلبة وبين تمرير الخطاب الفكري، وبالتالي الحفاظ على حضور خطاب الحركة في الوسط الطلابي، أشار المتحدث ذاته إلى أن “الحركة الثقافية الأمازيغية تدافع دائما عن الطالب، وبالأخص الطالب الجديد، في توجيهه الأكاديمي والبيداغوجي كذلك؛ وهذا من خلفية تضامنية فقط. أما فيما يخص تمرير الخطاب والمرجعية الأمازيغية فهذا يأتي عبر أنشطة ثقافية أو أسبوع ثقافي وحلقيات فكرية يستمع إليها الكثير من الطلبة من معارضين ومؤيدين، والكل في آخر المطاف حر في انتمائه”.

وخلص عضو الحركة الثقافية الأمازيغية إلى أن هذه الأخيرة “تفتح في الغالب نقاشات حول المجتمع المغربي وقضاياه السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية كذلك؛ وذلك في إطار احترام المختلف في الرأي والمرجعية، وهذا كله من أجل النهوض بمستوى الجامعة المغربية التي تعرف تراجعا أكاديميا وفكريا في السنوات الأخيرة”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا