شهدت جماعتي العرجان وتيساف بدائرة أوطاط الحاج بإقليم بولمان، عشية أمس الثلاثاء، عاصفة رعدية قوية مصحوبة بالبرد (التبروري)، وخلفت خسائر جسيمة في مساحات شاسعة من حقول الأشجار المثمرة بسهل أوطاط، حيث تضررت بشكل كبير حقول الزيتون التي تعرضت للتدمير في زمن قياسي، مما خلّف أسى عميقاً في صفوف السكان.
وفي هذا الصدد، دعا رؤساء فرق برلمانية بمجلس النواب الحكومة للتدخل العاجل للتخفيف من مخلفات موجة البرد التي تعرضت لها جماعتا تيساف والعرجان وأيضا مؤازرة فلاحي المنطقة وتعويضهم عما لحقهم من خسائر فادحة في ممتلكاتهم من الأشجار المثمرة.
وأبرز رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، محمد شوكي، أن “عاصفة البرد العنيفة أتت على جزء كبير من الإنتاج الفلاحي، وخاصة أشجار الزيتون التي تُعد العمود الفقري للنشاط الاقتصادي بالمنطقة”، مشيرا إلى أن “هذه الكارثة الطبيعية لم تقتصر على تدمير الموسم الفلاحي الحالي فحسب، بل ألقت بظلالها الثقيلة على مستقبل الفلاحين وأسرهم، وحرمتهم من مورد أساسي للعيش، مما يهدد بتفاقم الأوضاع الاجتماعية ويزيد من معدلات الهشاشة والفقر بالمنطقة”، وفق تعبيره.
ودعا شوكي، في سؤال برلماني وجهه لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، للكشف عن التدابير الاستعجالية والعملية التي تعتزم الوزارة المذكورة اتخاذها من أجل تعويض الفلاحين المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية وضمان استمرارية أنشطتهم الفلاحية، بما يحفظ لهم كرامتهم ويُمَكِّنهم من تجاوز هذه المحنة بأقل الخسائر”، مشددا على أن “هذا الوضع الصعب الذي يعيشه الفلاحون المتضررون، يستلزم الحاجة الملحة إلى تدخل استثنائي من طرف الوزارة لدعم هؤلاء المواطنين الذين يعانون في صمت”، وفق تعبيره.
وأشار رئيس فريق الأحرار إلى أن”الفلاحة تُعتبر في العالم القروي، وخاصة في إقليم بولمان، ركيزة أساسية للحياة الاقتصادية والاجتماعية للسكان، حيث يعتمد آلاف الفلاحين الصغار على محصول الزيتون كمورد رزق رئيسي، ليس فقط لتغطية احتياجاتهم اليومية، بل كذلك للحفاظ على استقرارهم الاجتماعي وضمان استمرارهم في العيش في مناطقهم.
وشدد على أن “أن هذا القطاع الحيوي يظل هشاً أمام التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية المفاجئة، وفي مقدمتها عواصف البرد التي تضرب في كثير من الأحيان المحاصيل في فترات حرجة من السنة، وتكبد الفلاحين خسائر فادحة تعجز إمكانياتهم المحدودة عن تحملها”.
في السياق ذاته، أكد رشيد حموني، في سؤال برلماني وجهه لوزير التجهيز والماء، أن “فلاحي المنطقة، وأغلبيتهم الساحقة من صغار الفلاحين، يتطلعون إلى تدخل الوزارة العاجل من أجل بحث السبل المستعجلة للتخفيف من الأضرار الفادحة التي أودت، وفق تعبيره، بمصدر عيشهم الوحيد، ومؤازرتهم ماديا ونفسيا عبر إقرار تعويضات لهم، علها تساعدهم على التخفيف من آثار الكارثة التي حلت بهم، وتأمينهم ضدها مستقبلا”.
وساءل حموني المسؤول الحكومي عن “التدابير المستعجلة التي سيتخذها من أجل التخفيف من مخلفات موجة البرد التي تعرضت لها جماعتا تيساف والعرجان بإقليم بولمان، ومؤازرة فلاحي المنطقة وتعويضهم عما لحقهم من خسائر فادحة في ممتلكاتهم من الأشجار المثمرة”.
كما طالب من جهته رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، علال العمروي، وزير الفلاحة، بالكشف عن التدابير والإجراءات الاستعجالية التي سيتخذها لتعويض الفلاحين المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية عبر صندوق تدبير الكوارث الطبيعية، وتمكينهم من الدعم اللازم لتجاوز هذه الأزمة الخطيرة، بما يضمن استمرار نشاطهم الفلاحي، وذلك بالنظر إلى حجم الخسائر الفادحة التي لحقت بهذه الأسر الفلاحية المعتمدة كليا على زراعة الزيتون في معيشتها اليومية، وفق تعبيره.