على مقربة من حلول فصل الخريف للسنة الجارية، تشتغل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على حملة مكثفة تخص متابعة تطورات فيروس “التهاب القصيبات الهوائية الحاد” أو “البرونكوليت”، بغرض التصدي لمخاطره على فئة الرضع، خلال الفترة ما بين 13 أكتوبر من السنة الجارية و12 أبريل من السنة المقبلة.
ويعتبر “البرونكوليت” أحد مشاكل الصحة العامة، وهو مرض تنفسي حاد وشديد العدوى، ينتشر بالضبط خلال الفترة ما بين أكتوبر ومارس من كل سنة. ويشكل هذا المرض خطورة على الرضع الذين ولدوا قبل الأوان أو الذين يعانون من ضعف المناعة، إذ يصيب حوالي ثلثهم في العالم كل سنة.
ويتم تشخيص هذه العدوى بناء على عدد من الأعراض التي تبدو بارزة على فئة الرضع؛ من قبيل: السُّعال وسيلان الأنف والصعوبة في التنفس، فضلا عن “الإرهاق العام”.
وخلال الفترة ما بين أكتوبر وأبريل الماضيين، سُجلت لدى الأطفال الرضع دون سنتين بالمغرب ما مجموعه 52 ألفا و973 حالة من “البرونكوليت”. وقد استدعى الأمر استشفاء 4 آلاف و334 حالة منها داخل المستشفيات، فيما تم علاج 10 آلاف و957 حالة على مستوى العيادات الخارجية.
وجاء ضمن وثيقة داخلية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن “المعطيات المتعلقة بموسم 2025-2026 تدعو إلى مضاعفة الجهود والتحلي بالاستباقية للحد من الوفيات المرتبطة بهذا المرض”.
وبناء على الخطة التي تم وضعها منذ سنة 2016، تضمّنت الوثيقة ذاتها توجيهاتٍ تشمل “تنظيم مسار الفرز والاستقبال والعلاج السريع بمراكز الرعاية الصحية الأولية (ESSP)، وبأقسام المستعجلات وأقسام الأطفال داخل المستشفيات”.
تضمنت أيضا توجيهات بشأن “توفير الأدوية الأساسية اللازمة لعلاج حالات التهاب القصيبات الهوائية في المنشآت الصحية، وتدريب العاملين في القطاع الصحي على طرق التعامل الموحدة مع حالات التهاب القصيبات الهوائية وفق البروتوكول الوطني المعتمد”.
وتشمل التدخلات الأساسية الموصى بها كذلك “تنظيم حملات إخبارية وتوعوية تستهدف الآباء والمهنيين في قطاع الصحة، ونشر وسائل الدعم والتواصل (ملصقات تحسيسية، وتوجيهات التعامل مع حالات التهاب القصيبات الهوائية، ومطويات، وبرامج إذاعية، ومقاطع مصورة)”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الأسابيع المتبقية من شهر شتنبر الجاري ونظيرتها الأولى من شهر أكتوبر المقبل ستكون مخصصة للاستعداد الجيد لهذه الحملات التي ستستمر إلى غاية 12 أبريل من السنة المقبلة، على أن يتم فيما بعد تقييم كل هذه العمليات، وتحديدا خلال شهر ماي.
وذكّرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأن “التهاب القصيبات الهوائية” يعتبر عدوىً تنفسية حادة تظهر عادة في شكل أوبئة شتوية وتكون مضاعفاتها السريرية أكثر تكرارا لدى الرضع، مبرزة أن هذا الفيروس التنفسي يتسبب في 33 مليون إصابة سنويا عبر العالم وفي وفاة ما بين 20 ألف شخص و101 ألف شخص في صفوف الأطفال.